التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بطاقة هوية بقلم الكاتبة أحلام ذكرى ملاخسو

> طفلة مهاجرة إلى خيمة مرقعة بخيوط العادات والتقاليد الزائفة.
أنا هنا ناجية من كثير من العقود والعهود التي صاغها رجال الدين، ونفذها الأغبياء، وتظاهر بها المفلسون.
أنا لست إلا امرأة مزقت ورقة أخرى، واعترفت بنفسها كذاتٍ تعرف من خلال قيمتها وأفكارها ونجاحها باعتبارها كائناً لا تابعاً.
أنا الغاضبة، الباكية، الصبورة، الخائفة بشجاعة، الشجاعة بكل خوف.
أنا تلك المهشمة المطحونة في أرجاء المعمورة التي صنعت من أشلائها رحيقاً أبدياً ينير العالمين.
أنا فسيفساء ملكوتية مارقة بحق الرد.
أنا الكاتبة بكل ألم ووجع، وأنا الرامية المحترفة القناصة للنرد.
أنا لا ألعب النرد، لكن الحياة كلها زهر وقهر وفجر بفتح الفاء وضمها، ولعبة محبوكة أعاني فيها كحرة وسط الحواسيب المخزنة تعلنني فيروساً، دخيلة، جاسوسة، عميلة، قديمة، منبوذة ومرجومة.
إن الشيطان يعلن اعتزاله أمامكم.
إن النواميس والأقدار والقوانين لم تستطع تأديبكم، فحرفتم الكتب، واحتكرتم الطاقة، وعلمتم الجمال كيف يفضل الأناقة.
طردتم الصحة بالحقن والمسكنات، وألبستم المشعوذات رداء المعلمات والكاهنات، ورقصتم على جثث الأطفال غير مكتملة الهوية، فآباؤهم عبيد الجنيهات.
سمسار يلد قطعة لحم داخلها روح لم تطلب الحياة، نظرها يضيع هنا وهناك، تطير هنا وتُصلب على خشب مقدس، يهدوننا الهلاك.
نعم، أنا غاضبة، أنا ثورية، أنا أرفض الانتماء والاحتماء والاقتناء والاستهلاك.
أرفض أن أكون عبدة لضعفكم.
أرفض أن أقعد في مجلسكم.
أتعالى أنا دائماً عن التفاهات.
أنا هنا بينكم لا فيكم ولا منكم.
محارة صغيرة في قوقعتها تشاهد غباء الأسماك.
نعم، أنا غاضبة، أنا حزينة، أنا أصرخ وسط هذا الإسكات دائماً.
أنا هنا ولن أُعرف أبداً على أنني الآخر، والـ"هناك"، والغائب، والتابع.
أنا هوية لا تحتاج إثبات.



✍️ أحلام ذكرى – بطاقة هوية.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf