> طفلة مهاجرة إلى خيمة مرقعة بخيوط العادات والتقاليد الزائفة.
أنا هنا ناجية من كثير من العقود والعهود التي صاغها رجال الدين، ونفذها الأغبياء، وتظاهر بها المفلسون.
أنا لست إلا امرأة مزقت ورقة أخرى، واعترفت بنفسها كذاتٍ تعرف من خلال قيمتها وأفكارها ونجاحها باعتبارها كائناً لا تابعاً.
أنا الغاضبة، الباكية، الصبورة، الخائفة بشجاعة، الشجاعة بكل خوف.
أنا تلك المهشمة المطحونة في أرجاء المعمورة التي صنعت من أشلائها رحيقاً أبدياً ينير العالمين.
أنا فسيفساء ملكوتية مارقة بحق الرد.
أنا الكاتبة بكل ألم ووجع، وأنا الرامية المحترفة القناصة للنرد.
أنا لا ألعب النرد، لكن الحياة كلها زهر وقهر وفجر بفتح الفاء وضمها، ولعبة محبوكة أعاني فيها كحرة وسط الحواسيب المخزنة تعلنني فيروساً، دخيلة، جاسوسة، عميلة، قديمة، منبوذة ومرجومة.
إن الشيطان يعلن اعتزاله أمامكم.
إن النواميس والأقدار والقوانين لم تستطع تأديبكم، فحرفتم الكتب، واحتكرتم الطاقة، وعلمتم الجمال كيف يفضل الأناقة.
طردتم الصحة بالحقن والمسكنات، وألبستم المشعوذات رداء المعلمات والكاهنات، ورقصتم على جثث الأطفال غير مكتملة الهوية، فآباؤهم عبيد الجنيهات.
سمسار يلد قطعة لحم داخلها روح لم تطلب الحياة، نظرها يضيع هنا وهناك، تطير هنا وتُصلب على خشب مقدس، يهدوننا الهلاك.
نعم، أنا غاضبة، أنا ثورية، أنا أرفض الانتماء والاحتماء والاقتناء والاستهلاك.
أرفض أن أكون عبدة لضعفكم.
أرفض أن أقعد في مجلسكم.
أتعالى أنا دائماً عن التفاهات.
أنا هنا بينكم لا فيكم ولا منكم.
محارة صغيرة في قوقعتها تشاهد غباء الأسماك.
نعم، أنا غاضبة، أنا حزينة، أنا أصرخ وسط هذا الإسكات دائماً.
أنا هنا ولن أُعرف أبداً على أنني الآخر، والـ"هناك"، والغائب، والتابع.
أنا هوية لا تحتاج إثبات.
✍️ أحلام ذكرى – بطاقة هوية.
🩷🩷🩷
ردحذف