التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار مع الكاتبة الصاعدة صارة قعلول: "بين شغف الحرف وبزوغ الإبداع"

حوار مع الكاتبة الصاعدة صارة قعلول: بين شغف الحرف وبزوغ الإبداع

المقدمة:

لكل كاتب لحظة فارقة، تلك اللحظة التي يدرك فيها أن الكلمات ليست مجرد حبر على ورق، بل نبض يكتب به الحياة. وبعض الأصوات الأدبية، وإن لم تحطّ بها الأضواء بعد، تمتلك وهجًا خاصًا يجعلها تتوهج في سماء الإبداع.
اليوم نفتح نافذة على عوالم كاتبة واعدة، جعلت من الكتابة طريقًا للبوح، وللحلم، وللتأثير. صارة قعلول، اسم يشق طريقه بثبات في دروب الأدب، مسكونة بشغف لا يهدأ، ورؤية تحاول أن تصنع بصمتها الخاصة. في هذا الحوار، نقف عند محطات رحلتها، نقترب من تفاصيلها، ونكتشف التحديات التي واجهتها والأحلام التي لم تكتب بعد.

البطاقة الشخصية:

الاسم: صارة قعلول
العمر: 19 سنة
البلد: الجزائر
الموهبة: الكتابة الإبداعية

الحوار:

س/ صارة، نرحب بكِ في هذا اللقاء. لو طُلب منكِ أن تعرّفي نفسك لجمهورنا دون ذكر اسمك، فكيف سيكون تعريفك؟
ج/فتاة من ورق حُصِد زرعها قبل تسعة عشر ربيعا، دودة كتب شغوفة بالمطالعة،
مولوعة باللغة ومدركة لقيمة الكلمة فاختارت الغوص في مجال الأدب والصحافة.
س/ لكل كاتب لحظة شرارة أشعلت فيه حب الكتابة. متى كانت لحظتك الأولى؟ وهل شعرتِ حينها أن هذا الطريق سيصبح جزءًا منكِ؟
ج/ حب الكتابة متأصل في روحي منذ الصغر ووُلوجِي لعالم الكتابة لم يكن محض صدفة، بل كان نتيجة لعمل واجتهاد بدأ منذ أيام الابتدائية.
وما جعلني أشعر أن هذا هو الطريق الذي سأخوضه بكل حب وشغف هو تمسكي بقصيدة عنوانها "مدرستي" درسناها أيام الصبا، يقول فيها الشاعر:
"أغدو بها طبيبا أو كاتبا أديبا"
س/ ما هو أول نص كتبته؟ وكيف كانت مشاعركِ حين رأيته مكتملًا بين يديكِ؟
ج/أول نص كتبته كان شعرا حرا، خطته أناملي وأنا أبلغ من العمر أربعة عشر سنة، موضوعه عن المتشردين والمتسولين.
أتذكر يومها أن أستاذة اللغة العربية طلبت منا كتابة مغزى لنص قمنا بقراءته، وأنا بدوري أردت أن أصنع الفارق وأكتب شعرا، بعدها أخذت الإذن وقرأت ما خطته يدي على مسامع الزملاء وقد نال إعجابهم للغاية، ثم طلبت مني المعلمة كتابته على السبورة واستفسرت عن اسم الشاعر فقلت أنه أنا.
س/ قرار مشاركة الكتابات مع الآخرين ليس سهلًا، متى اتخذتِ هذه الخطوة، وما الذي دفعكِ إليها؟
ج/صراحة أنا لست من الذين يخشون عرض كتاباتهم على القراء لذا لم أجد مشكلة أو خجلا في ذلك.
كنت دائما ما أكتب نصوصا وأطلب من معلمة اللغة العربية في المتوسط أو مرحلة الثانوي أن تصوب أخطائي وتوجه لي نصائح كي أطور من أسلوبي، لذا لم يكن ذلك صعبا.
حبي للكتابة ويقيني بثقل الكلمة وقوتها هو من بث في روحي الشجاعة والحماس.
س/ يتأثر كل كاتب بقراءات معينة، هل هناك كتاب أو كاتب ترك بصمة واضحة على أسلوبكِ؟
ج/نعم، تأثرت بروائع المنفلوطي وخالد حسيني وكذا بثينة العيسى.
في البداية يمكن ملاحظة بصمة الكتاب الآخرين في كتاباتي كما هو الحال مع الجميع، لكن بالتدرب والكتابة المنتظمة سيصل الكاتب إلى أسلوبه الخاص وبصمته الخاصة.
س/ الكتابة ليست دائمًا طريقًا ممهَّدًا، ما أبرز التحديات التي واجهتها في بداياتكِ؟ وكيف تغلّبتِ عليها؟
ج/لم تواجهني تحديات كثيرة صراحة لأن ثقتي بنفسي كانت وستبقى كبيرة، لكن كانت هنالك بعض المشاكل في إيجاد مدقق لغوي متمكن وكذا اختيار دار نشر محترفة علاوة على ارتفاع أسعار الطباعة خاصة.
س/ هل لديكِ طقوس معينة أثناء الكتابة، أم أنكِ تكتبين حين تباغتك الفكرة؟
ج/صراحة أنا أكتب غالبا بعد أداء صلاة الظهر، أكون وقتها في قمة نشاطي وصفاء ذهني. 
أكتب في فضاء هادئ خالٍ من البشر.

س/ أين تجدين الإلهام؟ وهل تعتمدين على تجاربكِ الشخصية في صياغة نصوصكِ؟
ج/من البيئة التي أعيش فيها ومن التجارب الشخصية التي أخوضها أو من تجارب الغير.. وكثيرة هي المرات التي أعتمد فيها على تجاربي في الحياة كي أكتب نصوصا حية مرهفة الإحساس خالية من التصنع.
س/ عندما تكتبين، هل تشعرين أن شخصياتكِ تقودكِ أحيانًا إلى حيث تريد، أم أنكِ تملكين زمام الأمور بالكامل؟
ج/غالبا أنا من أتحكم في قدرها والطريق التي تسير عليها، لكن أحيانا تفلت مني بعض الشخصيات وتتمرد.
س/ برأيك، هل الإبداع يحتاج إلى وقت معين من اليوم، أم أن الفكرة تفرض حضورها متى شاءت؟
ج/الأمر يختلف حسب الكاتب أو عند الكاتب نفسه..
 أنا على سبيل المثال، هنالك أوقات محددة أكتب فيها بشكل منتظم، وهنالك أوقات أخرى تهطل فيها الأفكار على مخيلتي كالوحي. إذا فإن هذا يعتمد على الحالة النفسية التي يكون فيها الكاتب.
س/ من بين كتاباتكِ، أي نصٍّ هو الأقرب إلى قلبكِ؟ ولماذا؟
ج/هنالك نص كتبته منذ سنة بعنوان " امتزاج" لم أفكر يوما في نشره لخصوصيته ولإيماني بفكرة أنه مخصص لشخص لم أصادفه بعد،
أما عن النصوص المنشورة فإن أقرب عمل لي هو روايتي المعنونة "زيڨومار"، والتي أخذت مني أكثر من سنتين من التخطيط والكتابة والبحث والنحت.
س/ كيف ترين تطور أسلوبكِ الأدبي منذ أول ما كتبته وحتى اليوم؟
ج/تطور كبير جدا، كنت أكتب بأسلوب بسيط وقاموس لغوي محدود، لكن اليوم والحمد لله اختلف الأمر.
أصبحت أسرد وأصف بطريقة جميلة جدا وقادرة عن جعل القارئ يعيش أحداث القصة وهو جالس في بيته.
س/ ما المواضيع التي تحرصين على تناولها في كتاباتكِ؟ وهل تؤمنين بأن الأدب قادر على إحداث تغيير؟
ج/أحب أن أكتب على كل ما هو غير مرئي وهامشي، أحب أن أسلط الضوء على الشخصيات المهمشة في المجتمع وإظهار معاناتها وكفاحها وبالتالي الإنتصار لها. أحب أن أكتب أيضا في التراث اللامادي وأحب نقل ثقافة بلدي الجزائر بأكلاته ومناطقه وموسيقاه انطلاقا من الأدب. وبالتالي فكلي إيمان أن الأدب قادر على صناعة الفارق والتغيير لأنه سلاح ثقافي كغيره من الأسلحة.
س/ النقد جزء من رحلة كل كاتب، كيف تتعاملين معه، سواء كان مشجعًا أو محبطًا؟
ج/أنا أقبل النقد البناء وأستقبله بصدر رحب، بل دائما ما أعرض أعمالي على أهل الاختصاص كي يقدموا لي ملاحظاتهم التي ستساعدني على تطوير نفسي أكثر.

س/ مع انتشار النشر الإلكتروني، هل ترينه فرصة للكتّاب الجدد أم أنه تحدٍّ يجعلهم أمام مسؤولية إثبات أنفسهم؟
ج/أرى أن النشر الإلكتروني فرصة للكتاب لبناء قاعدة جماهيرية خاصة بهم، كما أنه حل جيد للعاجزين أمام دفع تكلفة الطباعة التي تعرف غلاء في السنوات الأخيرة..
س/ هل تعملين حاليًا على مشروع جديد؟ وإن أمكن، هل تشاركينا بعض التفاصيل عنه؟
ج/حاليا أخطط لكتابة الجزء الثاني من رواية زيڨومار وهذا بإلحاح من القراء ورغبة مني أيضا.
س/ ما الذي تطمحين إليه في مسيرتك الأدبية؟ وأين ترين نفسكِ بعد سنوات؟
ج/أطمح لترك بصمة إبداع خلفي، وإلى بث روح الأمل في الأفئدة وتغيير الواقع المعاش إيمانا أن هذا هو واجبي ككاتبة.
س/ في الختام، ما النصيحة التي تقدمينها للكتّاب الشباب الذين يخطون أولى خطواتهم في عالم الأدب؟
ج/النصيحة التي أقدمها لعشاق الكلمة الذين يفكرون في دخول هذا العالم هو التريث ثم التريث، لا تسارعوا لنشر أول عمل لكم بل دعوه ينضج أكثر لأنه سيبقى محسوبا عليكم، وعليكم بالمطالعة لأنه علاج كل ورم

كلمة أخيرة توجهينها لجمهورك ولمتابعي أعمالِك ؟
الكلمة الأخيرة؛شكرا جزيلا لمجلة ايلزا على احتضاني في هذا الحوار الماتع الذي استمتعت به جدا، وشكرا أيضا لكل من أكمل الحوار إلى هذا الموضع. شكرا للقراء الأوفياء الذين يشجعونني ويقرؤون كل أعمالي، والشكر أيضا موصول لكل من يدعمني ويشجعني، وكما أوصيكم دائما عليكم بالقراءة ثم القراءة.
 
الخاتمة:

الكتابة ليست مجرد حروف تصطف، إنها صوت الروح حين تبحث عن صدى، وجسر يمتد بين الأحلام والواقع. في هذا اللقاء مع الكاتبة صارة جعلول لامسنا شغفها بالكلمة وإيمانها بقوتها ، رحلتها ما زالت في بداياتها، لكن بين سطورها وعودٌ كبيرة ونورٌ يشق طريقه بثقة.
نشكرها على هذا الحوار العفوي والملهم، ونتمنى لها مزيدًا من التألق في عالم الأدب.

المؤسسة : بشرى دلهوم 
المحررة :عمراني صارة
حوار مع الكاتبة الصاعدة صارة قعلول: بين شغف الحرف وبزوغ الإبداع

المقدمة:

لكل كاتب لحظة فارقة، تلك اللحظة التي يدرك فيها أن الكلمات ليست مجرد حبر على ورق، بل نبض يكتب به الحياة. وبعض الأصوات الأدبية، وإن لم تحطّ بها الأضواء بعد، تمتلك وهجًا خاصًا يجعلها تتوهج في سماء الإبداع.
اليوم نفتح نافذة على عوالم كاتبة واعدة، جعلت من الكتابة طريقًا للبوح، وللحلم، وللتأثير. صارة قعلول، اسم يشق طريقه بثبات في دروب الأدب، مسكونة بشغف لا يهدأ، ورؤية تحاول أن تصنع بصمتها الخاصة. في هذا الحوار، نقف عند محطات رحلتها، نقترب من تفاصيلها، ونكتشف التحديات التي واجهتها والأحلام التي لم تكتب بعد.

البطاقة الشخصية:

الاسم: صارة قعلول
العمر: 19 سنة
البلد: الجزائر
الموهبة: الكتابة الإبداعية

الحوار:

س/ صارة، نرحب بكِ في هذا اللقاء. لو طُلب منكِ أن تعرّفي نفسك لجمهورنا دون ذكر اسمك، فكيف سيكون تعريفك؟
ج/فتاة من ورق حُصِد زرعها قبل تسعة عشر ربيعا، دودة كتب شغوفة بالمطالعة،
مولوعة باللغة ومدركة لقيمة الكلمة فاختارت الغوص في مجال الأدب والصحافة.
س/ لكل كاتب لحظة شرارة أشعلت فيه حب الكتابة. متى كانت لحظتك الأولى؟ وهل شعرتِ حينها أن هذا الطريق سيصبح جزءًا منكِ؟
ج/ حب الكتابة متأصل في روحي منذ الصغر  ووُلوجِي لعالم الكتابة لم يكن محض صدفة، بل كان نتيجة لعمل واجتهاد بدأ منذ أيام الابتدائية.
وما جعلني أشعر أن هذا هو الطريق الذي سأخوضه بكل حب وشغف هو تمسكي بقصيدة عنوانها "مدرستي" درسناها أيام الصبا، يقول فيها الشاعر:
"أغدو بها طبيبا أو كاتبا أديبا"
س/ ما هو أول نص كتبته؟ وكيف كانت مشاعركِ حين رأيته مكتملًا بين يديكِ؟
ج/أول نص كتبته كان شعرا حرا، خطته أناملي وأنا أبلغ من العمر أربعة عشر سنة، موضوعه عن المتشردين والمتسولين.
أتذكر يومها أن أستاذة اللغة العربية طلبت منا كتابة مغزى لنص قمنا بقراءته، وأنا بدوري أردت أن أصنع الفارق وأكتب شعرا، بعدها أخذت الإذن وقرأت ما خطته يدي على مسامع الزملاء وقد نال إعجابهم للغاية، ثم طلبت مني المعلمة كتابته على السبورة واستفسرت عن اسم الشاعر فقلت أنه أنا.
س/ قرار مشاركة الكتابات مع الآخرين ليس سهلًا، متى اتخذتِ هذه الخطوة، وما الذي دفعكِ إليها؟
ج/صراحة أنا لست من الذين يخشون عرض كتاباتهم على القراء لذا لم أجد مشكلة أو خجلا في ذلك.
كنت دائما ما أكتب نصوصا وأطلب من معلمة اللغة العربية في المتوسط أو مرحلة الثانوي أن تصوب أخطائي وتوجه لي نصائح كي أطور من أسلوبي،  لذا لم يكن ذلك صعبا.
حبي للكتابة ويقيني بثقل الكلمة وقوتها هو من بث في روحي الشجاعة والحماس.
س/ يتأثر كل كاتب بقراءات معينة، هل هناك كتاب أو كاتب ترك بصمة واضحة على أسلوبكِ؟
ج/نعم، تأثرت بروائع المنفلوطي وخالد حسيني وكذا بثينة العيسى.
في البداية يمكن ملاحظة بصمة الكتاب الآخرين في كتاباتي كما هو الحال مع الجميع، لكن بالتدرب والكتابة المنتظمة سيصل الكاتب إلى أسلوبه الخاص وبصمته الخاصة.
س/ الكتابة ليست دائمًا طريقًا ممهَّدًا، ما أبرز التحديات التي واجهتها في بداياتكِ؟ وكيف تغلّبتِ عليها؟
ج/لم تواجهني تحديات كثيرة صراحة لأن ثقتي بنفسي كانت وستبقى كبيرة، لكن كانت هنالك بعض المشاكل في إيجاد مدقق لغوي متمكن وكذا اختيار دار نشر محترفة علاوة على ارتفاع أسعار الطباعة خاصة.
س/ هل لديكِ طقوس معينة أثناء الكتابة، أم أنكِ تكتبين حين تباغتك الفكرة؟
ج/صراحة أنا أكتب غالبا بعد أداء صلاة الظهر، أكون وقتها في قمة نشاطي وصفاء ذهني. 
أكتب في فضاء هادئ خالٍ من البشر.

س/ أين تجدين الإلهام؟ وهل تعتمدين على تجاربكِ الشخصية في صياغة نصوصكِ؟
ج/من البيئة التي أعيش فيها ومن التجارب الشخصية التي أخوضها أو من تجارب الغير.. وكثيرة هي المرات التي أعتمد فيها على تجاربي في الحياة كي أكتب نصوصا حية مرهفة الإحساس خالية من التصنع.
س/ عندما تكتبين، هل تشعرين أن شخصياتكِ تقودكِ أحيانًا إلى حيث تريد، أم أنكِ تملكين زمام الأمور بالكامل؟
ج/غالبا أنا من أتحكم في قدرها والطريق التي تسير عليها، لكن أحيانا تفلت مني بعض الشخصيات وتتمرد.
س/ برأيك، هل الإبداع يحتاج إلى وقت معين من اليوم، أم أن الفكرة تفرض حضورها متى شاءت؟
ج/الأمر يختلف حسب الكاتب أو عند الكاتب نفسه..
 أنا على سبيل المثال، هنالك أوقات محددة أكتب فيها بشكل منتظم، وهنالك أوقات أخرى تهطل فيها الأفكار على مخيلتي كالوحي. إذا فإن هذا يعتمد على الحالة النفسية التي يكون فيها الكاتب.
س/ من بين كتاباتكِ، أي نصٍّ هو الأقرب إلى قلبكِ؟ ولماذا؟
ج/هنالك نص كتبته منذ سنة بعنوان " امتزاج" لم أفكر يوما في نشره لخصوصيته ولإيماني بفكرة أنه مخصص لشخص لم أصادفه بعد،
أما عن النصوص المنشورة فإن أقرب عمل لي هو روايتي المعنونة "زيڨومار"، والتي أخذت مني أكثر من سنتين من التخطيط والكتابة والبحث والنحت.
س/ كيف ترين تطور أسلوبكِ الأدبي منذ أول ما كتبته وحتى اليوم؟
ج/تطور كبير جدا، كنت أكتب بأسلوب بسيط وقاموس لغوي محدود، لكن اليوم والحمد لله اختلف الأمر.
أصبحت أسرد وأصف بطريقة جميلة جدا وقادرة عن جعل القارئ يعيش أحداث القصة وهو جالس في بيته.
س/ ما المواضيع التي تحرصين على تناولها في كتاباتكِ؟ وهل تؤمنين بأن الأدب قادر على إحداث تغيير؟
ج/أحب أن أكتب على كل ما هو غير مرئي وهامشي، أحب أن أسلط الضوء على الشخصيات المهمشة في المجتمع وإظهار معاناتها وكفاحها وبالتالي الإنتصار لها. أحب أن أكتب أيضا في التراث اللامادي وأحب نقل ثقافة بلدي الجزائر بأكلاته ومناطقه وموسيقاه انطلاقا من الأدب. وبالتالي فكلي إيمان أن الأدب قادر على صناعة الفارق والتغيير لأنه سلاح ثقافي كغيره من الأسلحة.
س/ النقد جزء من رحلة كل كاتب، كيف تتعاملين معه، سواء كان مشجعًا أو محبطًا؟
ج/أنا أقبل النقد البناء وأستقبله بصدر رحب، بل دائما ما أعرض أعمالي على أهل الاختصاص كي يقدموا لي ملاحظاتهم التي ستساعدني على تطوير نفسي أكثر.

س/ مع انتشار النشر الإلكتروني، هل ترينه فرصة للكتّاب الجدد أم أنه تحدٍّ يجعلهم أمام مسؤولية إثبات أنفسهم؟
ج/أرى أن النشر الإلكتروني فرصة للكتاب لبناء قاعدة جماهيرية خاصة بهم، كما أنه حل جيد للعاجزين أمام دفع تكلفة الطباعة التي تعرف غلاء في السنوات الأخيرة..
س/ هل تعملين حاليًا على مشروع جديد؟ وإن أمكن، هل تشاركينا بعض التفاصيل عنه؟
ج/حاليا أخطط لكتابة الجزء الثاني من رواية زيڨومار وهذا بإلحاح من القراء ورغبة مني أيضا.
س/ ما الذي تطمحين إليه في مسيرتك الأدبية؟ وأين ترين نفسكِ بعد سنوات؟
ج/أطمح لترك بصمة إبداع خلفي، وإلى بث روح الأمل في الأفئدة وتغيير الواقع المعاش إيمانا أن هذا هو واجبي ككاتبة.
س/ في الختام، ما النصيحة التي تقدمينها للكتّاب الشباب الذين يخطون أولى خطواتهم في عالم الأدب؟
ج/النصيحة التي أقدمها لعشاق الكلمة الذين يفكرون في دخول هذا العالم هو التريث ثم التريث، لا تسارعوا لنشر أول عمل لكم بل دعوه ينضج أكثر لأنه سيبقى محسوبا عليكم، وعليكم بالمطالعة لأنه علاج كل ورم

كلمة أخيرة توجهينها لجمهورك ولمتابعي أعمالِك ؟
الكلمة الأخيرة؛شكرا جزيلا لمجلة ايلزا على احتضاني في هذا الحوار الماتع الذي استمتعت به جدا، وشكرا أيضا لكل من أكمل الحوار إلى هذا الموضع. شكرا للقراء الأوفياء الذين يشجعونني ويقرؤون كل أعمالي، والشكر أيضا موصول لكل من يدعمني ويشجعني، وكما أوصيكم دائما عليكم بالقراءة ثم القراءة.
 
الخاتمة:

الكتابة ليست مجرد حروف تصطف، إنها صوت الروح حين تبحث عن صدى، وجسر يمتد بين الأحلام والواقع. في هذا اللقاء مع  الكاتبة صارة جعلول لامسنا شغفها بالكلمة وإيمانها بقوتها ، رحلتها ما زالت في بداياتها، لكن بين سطورها وعودٌ كبيرة ونورٌ يشق طريقه بثقة.
نشكرها على هذا الحوار العفوي والملهم، ونتمنى لها مزيدًا من التألق في عالم الأدب.

مجلة إيلزا الأدبية للإناث
المؤسسة : بشرى دلهوم 
المحررة :عمراني صارة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf