أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مقابل

أناكوندا بقلم الكاتبة دعاء محمود المصرية

أناكوندا  وحشُ البحيراتِ يتسلّلُ ببطءٍ، يتحرّكُ بخفّةٍ لا تشعرُ بها، يلتهمُكَ على حين غرّةٍ؛ ودونَ أنْ تشعرَ تجدُ نفسَكَ فريسةً سهلةَ الابتلاعِ.  إنَّه القلقُ ذلك الوحشُ العملاقُ الّذي يتسلّلُ إلى العقلِ يسيطرُ على خلاياهُ واحدةً تلو الأخرى يعطّلُ تروسَ التَّفكيرِ، يشلُّ الذِّهنَ، يُصدرُ إشاراتٍ عنيفةً تعملُ على فسادِ الشُّعيراتِ الّتي تُوصلُ الأوامرَ، تَوقّفٌ تامٌ عن الانفعالِ، سيطرةٌ تامةٌ له، غلبةٌ ومنعةٌ من الحراكِ والعملِ.  قد تمّتْ المهمّةُ، وسيطرَ على مجرياتِ الأمورِ، والتَهمَ ما تبقّى منكَ.  القلقُ ذلك الوحشُ الّذي يُفسدُ حياتَكَ، علاقاتِكَ، وصِلتَكَ بربِّكَ. فهو يُوهنُ القلبَ، يُعرّضهُ للمرضِ، يأكلُ خلايا قلبِكَ، ويمتصُّ دمَكَ؛ فتبقى جثّةً هامدةً زرقاءَ اللَّونِ مختنقةً؛ أنتَ فريسةٌ بمحضِ إرادتِكَ، سلّمتهُ نفسَكَ دونَ أدنى مقاومةٍ، اعترافٌ منكَ بمحدوديّةِ اللَّه، وقنوطٍ من رحمتِهِ.  حالةٌ تفقدُكَ دنياكَ، وآخرتَكَ معًا وبئسَ بها حالةً.  ويبقى السُّؤال: هل نستسلمُ لهذا الوحشِ المرعبِ ظنًّا منَّا أنْ لا خلاصَ منه؟!  الخلاصُ من ذلك الوحشِ لا ي...