التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لن أعيرك خبزا بقلم الكاتبة حياة زايدي

لن أعيرك خبزا

أعرني خبزا ....أعرني ماء
أعرني من خوالج نفسك فرحا
أعرني طفلا أناغيه
بينا أسكنه
أو سكنا يُسكني
أعرني أملا ...
دربا آمنا ..
أريد أما....أبا.. أخا....حبيبا
أنت أيها الغافل السعيد
ستكون على طاولة العشاء المقبلة
و تتكالب عليك معالق الخيانة
نم قليلا....
واستيقظ الى الأبد 
حينها...
لن أجد ما أعيرك إياه
نفذ الزاد و السكن والمأوى
طمست... وتلاشيت...
أنا أعيش الألم ...الخوف... الوجع
ولا ألعق الأحذية
نمنم أحلامك كما تشاء
لا يوجد سوى السواد
 يلطخك بوصمت عار أبدية
فقط أعرني خبزا ....أعرني ماء
ستمطر السماء لا تخاف
و ينمو القمح وتمتلئ الدلاء
هنا يا هاذا...
لا يوجد زعتر ولا زيتون
ولاضحكات الأطفال
ولا غنج الصبايا
كل شيء ركام..
 حتى الأنفس
وتحت ذلك الركام
أنين فقط موت
وسقوط لكبرياء تأبى السقوط
أجساد بقلوب
تودع دقاتها الأخيرة 
رؤوس مهشمة..
أطراف مقطع
بقايا بشر مبعثرة
الكثير من الدموع 
المعلنة و المكبوتة
لا تفتخر
أنت...في القائمة السوداء 
الملطخة بالذل 
و الدماء والعار
ستئن مثلما أن الجميع
ستئن مثلما أن الجميع هنا
وتهتز أركان حياتك
وتهتز جدران بيتك فزعا
و يخر السقف بغباره
فوق البلاط اللامع 
والسجاد الأحمر 
انتظر ....
العالم اليوم...
في سكراته الأخيرة
يلفظ أنفاسه المتعبة
ينتفض داخله انتصار كبير
مت...
مت وحيدا أنت أيضا 
يوم كنت في نعيم تبعثرة هنا وهناك
أشبعت أفواه القمامة ولم تطعمني
مهلا يا أنت
أ أصبحت خلاً لها؟!
لو بكت السماء 
ولو بكت السماء 
وانتحبت
فلن أعيرك يومها خبزا 
ستأكل التراب 
وتعتصب بطنك جوعا
وتجف عروقك ظمأ
وتحس العطش حتى الجُواد 
كل سعيك ضاع سبهللا
لن أعيرك ماء...
ولا خبزا ولا حتى أملا
فقد أفلس وطني
فلن أعيرك خبزا
زايدي حياة الجزائرية

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf