العودة
تعثرت كثيرًا...
كأن الأرض ضاقت بي، والسماء أغلقت نوافذها في وجهي... سقطت حتى نسيت ملامح الوقوف، وغرقت في صمت لم يفهمه أحد، لكني عُدت.. لا لأن الألم رحل، بل لأنني قررت أن لا أبقى فيه، لأن قلبي نبضا يستحق الحياة... وفي عيني حلما لم أخلق لأدفنه... عُدت بقلب أنهكته العواصف، لكنه لا يزال ينبض بإصرار.
عُدت بخطوات بخطوات خجولة، لكنها ثابتة، وأنا أعلم أن السقوط لا ينهي الحكاية.
عُدت....
بعد أن حاربت وجعي و كأنني أخوض حربا لا يشهدها أحد، عُدت بعدما نظرتُ في عيون المرض، واليأس، والخيانة، و قد همس لي قلبي: "اصمدي فما خُلقتِ لتنكسري."... سقطت مرات، وضعت وسط الزحام، لكنني في كل مرة كنت أعود... أقوى، أصفى، أنقى،...
عُدتُ لأني لم أكُن يومًا هشّة كما ظنّوا، ولأنني تعلمت أن الحياة رغم قسوتها لا تقوى على من اختار أن يؤمن بنفسه من جديد.
عُدت... لا كما كنت، بل أفضل، أعمق، وأكثر حياة.
عُدتُ... لأكتب فصلاً جديدًا، لا يشبه ما مضى، ولا ينتظر إذنًا من أحد.
عُدت... وأنا مدركة أن في كل عتمة نور ينتظر أن آراه وأنه وإن تأخر، لا يضيع طريقه إلي، وأن كل سقوط ماهو إلا تمهيد لوقوف أعظم، عُدت أقوى لا لأن الطريق بات أسهل، بل لأنني أؤمن أنني كفيلة باجتيازه، ولأنني هذه المرة عُدت ممتلئة بلإيمان، بأن القادم أجمل، وأنني لم أخلق لأهزم، بل لأضيئ طريقي مهما طال الظلام.
نورالهدى علوان
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات شكر موصول للأستاذة بشرى وكل طاقم المجلة
ردحذف