أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العودة بقلم الكاتبة نور الهدى علوان من الجزائر

العودة
تعثرت كثيرًا... 
كأن الأرض ضاقت بي، والسماء أغلقت نوافذها في وجهي... سقطت حتى نسيت ملامح الوقوف، وغرقت في صمت لم يفهمه أحد، لكني عُدت.. لا لأن الألم رحل، بل لأنني قررت أن لا أبقى فيه، لأن قلبي نبضا يستحق الحياة... وفي عيني حلما لم أخلق لأدفنه... عُدت بقلب أنهكته العواصف، لكنه لا يزال ينبض بإصرار. 
عُدت بخطوات بخطوات خجولة، لكنها ثابتة، وأنا أعلم أن السقوط لا ينهي الحكاية. 
عُدت.... 
بعد أن حاربت وجعي و كأنني أخوض حربا لا يشهدها أحد، عُدت بعدما نظرتُ في عيون المرض، واليأس، والخيانة، و قد همس لي قلبي: "اصمدي فما خُلقتِ لتنكسري."... سقطت مرات، وضعت وسط الزحام، لكنني في كل مرة كنت أعود... أقوى، أصفى، أنقى،... 
عُدتُ لأني لم أكُن يومًا هشّة كما ظنّوا، ولأنني تعلمت أن الحياة رغم قسوتها لا تقوى على من اختار أن يؤمن بنفسه من جديد. 
عُدت... لا كما كنت، بل أفضل، أعمق، وأكثر حياة. 
عُدتُ... لأكتب فصلاً جديدًا، لا يشبه ما مضى، ولا ينتظر إذنًا من أحد. 
عُدت... وأنا مدركة أن في كل عتمة نور ينتظر أن آراه وأنه وإن تأخر، لا يضيع طريقه إلي، وأن كل سقوط ماهو إلا تمهيد لوقوف أعظم، عُدت أقوى لا لأن الطريق بات أسهل، بل لأنني أؤمن أنني كفيلة باجتيازه، ولأنني هذه المرة عُدت ممتلئة بلإيمان، بأن القادم أجمل، وأنني لم أخلق لأهزم، بل لأضيئ طريقي مهما طال الظلام. 
نورالهدى علوان

تعليقات

  1. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات شكر موصول للأستاذة بشرى وكل طاقم المجلة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب محاربة الفيبروميالجيا

محاربة الفيبروميالجيا.pdf الكاتبة خولة بوزياني المدققة اللغوية: بشرى دلهوم إعداد وإشراف : بشرى دلهوم الناشرة مجلة إيلزا الأدبية للإناث الطبعة الأولى: 2024

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...