أعيشُ صراعًا مُرهقًا…
كأنّ في داخلي فتاتين تتنازعان على ملامحي.
إحداهما فتاةٌ عاجزة،
تنكمشُ أمام العالم،
تختبئ خلف صمتٍ أثقل من قدرتها،
تتعثّر بالحرف قبل أن يولد،
وترى الأحلام من بعيد
كأنّها نوافذ أُغلقت في وجهها.
والأخرى فتاةٌ طموحة، دافئة، اجتماعية،
تحبّ الناس،
تحلم أن تصافح الحياة بلا خوف،
وأن تقول ما تشعر به بلا ارتعاش،
لكنّ الإعاقة التي لا يراها أحد
تربط خطواتها بخيطٍ خفيّ
وتجرّها من كتفيها كلّما نهضت.
بينهما أمشي…
أنحاز لهذه تارةً
وتسحبني تلك تارةً أخرى.
أبدو هادئة،
لكنّي أتكسّر في الداخل
كإناءٍ يتصدّع من مناطق لا تُرى.
إنني تلك التي تريد أن تطير،
وتلك التي تُقصّ أجنحتها بيديها،
وتلك التي لا تزال تقاوم
كي لا تُهزم أمام نفسها.
يا الله…
اجمع شتاتي،
واجعل العاجزة ترحمني،
واجعل الطموحة تنتصر،
فقد تعبتُ من أن أكون معركتي وحدي.
بقلم عباس انفال وجدان
تعليقات
إرسال تعليق