التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار صحفي مع الكاتبة نهاد دومي



ضيفة ركن الإبداع لهذا الأسبوع: نهاد دومي

هذا الأسبوع، يطلّ علينا قلم يحمل نبض الجزائر وروحها، ليحكي ما تخفيه التفاصيل الصغيرة ويمنح الصوت لمن صمت طويلًا. ضيفتنا، نهاد دومي، الشابة المبدعة وراء رواية "ظلال الزيتون الحمراء"، تأخذنا في رحلة عبر عالمها الأدبي، بين الإلهام والخيال والتجارب الشخصية، لتكشف لنا أسرار كتابتها ورؤيتها للأدب ودوره في الحياة.

المعلومات الشخصية:

الاسم: نهاد دومي

العمر: 25 سنة

الولاية: البليدة

الموهبة: الكتابة الإبداعية – الرواية – النصوص الأدبية


س/ مرحبًا نهاد، يشرفنا أن تكوني ضيفة ركن الإبداع لهذا الأسبوع. بدايةً، كيف تعرفين نفسك دون ذكر اسمك؟
ج/ أنا امرأة تؤمن أن الحكايات تختبئ في التفاصيل الصغيرة، وأن الكلمات تستطيع أن تنقذ ما تعجز الروح عن قوله. أكتب لأستعيد ذاتي، ولأمنح الصوت لكل ما صمت طويلاً.

س/ متى اكتشفتِ شغفك بالكتابة، وما الذي قادك إلى هذا العالم الواسع؟
ج/ اكتشفت شغفي منذ الطفولة، حين كنت أهرع للدفاتر لأكتب انطباعاتي عن الحياة. كبرت الفكرة داخلي حتى صارت حاجة، وصار الأدب نافذتي نحو عالمٍ أكثر رحابة.

س/ ما أول عمل أدبي خطّه قلمك؟ وما شعورك حين رأيته منشورًا لأول مرة؟
ج/ أول عمل حقيقي لي كان رواية "ظلال الزيتون الحمراء"، وظهورها للعلن كان كأنني ولدتُ من جديد. شعرت بفخر كبير، وبمسؤولية أكبر تجاه ما سيأتي.

س/ من هو الكاتب أو الكتاب الذي أثّر في أسلوبك ومسارك الإبداعي؟
ج/ تأثرت بالكتابة التي تحمل روحًا، تلك التي تلمس القارئ بصدق. لستُ تابعة لاسم واحد، بل أستلهم من كل قلم يكتب بعمق وبإنسانية.

س/ ما أبرز التحديات التي واجهتك عند بداياتك؟ وكيف تجاوزتِها؟
ج/ أكبر التحديات كانت مواجهة الشك—شك الآخرين وشكي بنفسي. لكنني تجاوزته بالثبات، وبالإيمان أن كل صوت حقيقي يستحق أن يُسمع.

س/ من أين تستلهمين أفكار أعمالك عادة؟
ج/ من الجزائر أولاً… من ريفها، نسائها، تاريخها، وحكاياتها التي لا تنتهي. وأستلهم كثيرًا من الذاكرة والخيال واللحظات العابرة.

س/ هل لديك طقوس معيّنة أثناء الكتابة تساعدك على الاندماج؟
ج/ نعم، أحتاج هدوء الليل، وكوب قهوة، وسماع القرآن تجعل الأفكار أكثر وضوحًا.

س/ كيف تصفين علاقتك بشخصياتك الأدبية؟
ج/ علاقتي بها علاقة تفاعل حي… أتركها تنمو ثم تجرّني معها، كثيرًا ما تفاجئني وتكسر الخطط التي وضعتها مسبقًا.

س/ هل تفضلين الكتابة في وقت معيّن؟ ولماذا؟
ج/ الليل هو صديقي الدائم. في سكونه أسمع صوت النص بوضوح.

س/ أي عمل من أعمالك هو الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
ج/ "ظلال الزيتون الحمراء" لأنها ليست مجرد رواية… بل شهادة حب للمقاومة، وللنساء اللواتي كتب التاريخ ملامحهن بالوجع والقوة.

س/ كيف تقيّمين تطور كتابتك منذ البدايات إلى اليوم؟
ج/ أرى أن كل تجربة، كل قراءة، وكل وجع صقل قلمي. اليوم أكتب بنضج أكبر وبوعي أعمق.

س/ هل تستندين إلى تجارب شخصية في كتاباتك أم تعتمدين على الخيال؟
ج/ أجمع بينهما. الواقع يقدم الشرارة، والخيال يعطيني مساحة لأخلق عالمي كما أشاء.

س/ ما أهم المواضيع التي تحرصين على تناولها؟
ج/ الذاكرة الوطنية، قوة المرأة الجزائرية، الحب، الخسارة، والأمل… أحب النصوص التي تحمل روحًا وهدفًا.

س/ كيف ترين دور الأدب في خدمة المجتمع؟
ج/ الأدب ليس ترفًا، بل هو ضوء. يكشف، يسائل، يواسي، ويغيّر بطريقة قد لا تفعلها أي وسيلة أخرى.

س/ هل تعتقدين أن على الكاتبة إيصال رسالة من خلال أعمالها؟
ج/ ليس بالضرورة أن تكون الرسالة مباشرة، يكفي أن يحمل النص معنى يجعل القارئ أكثر وعيًا بالحياة.

س/ برأيك، هل الأدب ما زال يحتفظ بقوته وتأثيره؟
ج/ نعم… مادامت هناك روح تبحث عن نفسها بين الصفحات، سيبقى الأدب مؤثرًا مهما تغيّرت وسائل الوصول إليه.

س/ كيف تتعاملين مع النقد؟
ج/ أتقبّل النقد البنّاء لأنه يطوّرني، وأتجاوز النقد الهدّام لأنه يعكس صاحبه وليس كتابتي.

س/ ما أبرز التحديات التي تواجه الكاتبة اليوم في ظل النشر الإلكتروني؟
ج/ سرعة الانتشار قد تُغري بالسطحية، وكثرة المحتوى تجعل الظهور أصعب. التحدي الحقيقي هو الحفاظ على الجودة.

س/ هل ترين النشر الإلكتروني فرصة أم تهديدًا؟
ج/ هو فرصة عظيمة لمن يستخدمه بذكاء، وتهديد لمن يركض خلف السرعة على حساب القيمة.

س/ هل تعملين على مشروع جديد؟
ج/ نعم، أعمل على رواية جديدة تقترب من سيرة امرأة جزائرية قوية، وتمزج بين التاريخ والوجدان… وما زالت في مرحلة الكتابة الأولى.

س/ ما طموحاتك المستقبلية؟
ج/ أن أترك أثرًا أدبيًا يشبهني، وأن أصل بكتاباتي إلى قارئات وقُراء خارج الحدود.

س/ نصيحتك للكاتبات الشابات؟
ج/ اكتبن دون خوف، وداومن على القراءة، ولا تسمحن لأحد بأن يطفئ شرارة الإبداع في داخلكن.

س/ كلمة أخيرة لجمهور مجلة إيلزا الأدبية.
ج/ شكرًا لاحتضانكم للكلمة النسوية الجزائرية، وشكرًا لكل عين تقرأ بصدق. حضوركم هو الدافع الأكبر للاستمرار.

مؤسسة مجلة إيلزا الأدبية للإناث – الجزائر
الصحفية: بشرى دلهوم


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf