الطفلة التي تسكنني
في ذلك الصباح الهادئ، وقفتُ أمام المرآة...
فلم أرَ وجهي كما أعرفه، بل أطلت منها أنا الصغيرة.
كانت تنظر إليّ بعينين واسعتين، كأنهما تسألان:
"كيف كبرتِ؟ ومتى افترقنا؟"
حاولتُ أن أبتسم لها، لكن الابتسامة خانتني.
كان في قلبي شيء يشبه العتب، وفي صوتي رجاء صامت.
هل تذكرين حين كنتِ تبكين لأن لعبتكِ انكسرت؟
صارت الحياة اليوم تكسر قلبي بهدوء.. دون أن أبكي أو اتأثر ...،
وأرسم على وجهي ابتسامة مطمئنة،
حتى عندما تضيع الأرض من تحت قدمي.
لقد كبرت، نعم.
لكنني أفتقدكِ...
أفتقد تلك الضحكة التي كانت تُشبه العصافير،
وتلك النظرة التي كانت ترى الجمال في كل شيء،
وتلك الثقة البريئة بأن الحياة عادلة دائمًا.
أين ذهبتِ؟
هل ما زلتِ تنتظرينني عند المراجيح القديمة؟
هل ما زالت دفاتركِ تحتفظ بالقلوب الحمراء والنجوم اللامعة؟
أنا آسفة…
لم أُحسن الإنصات لبكائكِ الخفي،
ولم أضمكِ بما يكفي حين كنتِ تخافين الظلام.
لكنني اليوم أبحث عنكِ…
أحتاجكِ أن تكتبي لي من جديد على كفّي:
"أنتِ بخير."
صغيرتي…
لا ترحلي.
ابقي بداخلي،
علّني أتعلم أن أكون لي،
كما كنتِ دائمًا لي… بلا شروط، وبكل حب.
بورغيدة كوثر الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق