التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الرضا ليس استسلاما للكاتبة صليحة جابي الجزائرية

بقلم الكاتبة الروائية:صليحة جابي (سالي)

الرضا ليس استسلامًا كما يظن البعض، بل هو أرقى مراتب القوة. أن تكون راضيًا يعني أن تحتضن حياتك بما فيها من منح ومنحنيات، أن ترى في كل ابتلاء حكمة، وفي كل تأخير رحمة، وفي كل عسر وعدًا بيسر قادم. الرضا يزرع في القلب يقينًا عميقًا بأن الخير فيما اختاره الله، وأن ما ذهب لم يكن ليستحق البقاء، وما تأخر لم يحن موعده بعد.

وحين يهب الله التوفيق، تتبدد الحواجز التي كنت تراها جبالًا، وتُفتح أمامك أبواب لم تكن في الحسبان. التوفيق ليس مجرد صدفة، بل هو نفحة من رحمة الله تسند خطواتك، وتبارك سعيك، وتجعلك ترى البركة في أبسط التفاصيل. هو اللمسة الخفية التي تحول الجهد العادي إلى إنجاز استثنائي، وتمنحك القدرة على المضي بخفة قلب وسكينة روح.

أما النجاح، فهو الحلم الذي يولد صغيرًا في دواخلنا، ثم يكبر كلما غذّيناه بالعمل والإصرار والإيمان. النجاح لا يُقاس بما تملك، ولا بما يصفق له الآخرون، بل بمدى سلامك الداخلي مع نفسك، وبقدرتك على أن تكون فخورًا بما وصلت إليه بعد كل سقوط، وكل دمعة، وكل لحظة يأس تجاوزتها. النجاح هو أن ترى نفسك اليوم أقوى وأصفى مما كنت عليه بالأمس، وأن تشعر أن خطواتك مهما صغرت، تقرّبك من صورة ذاتك التي تحلم بها.

من جمع الرضا في قلبه، والتوفيق في طريقه، والنجاح في مسعاه، فقد حاز نعمة الحياة بكل معانيها. فهي ثلاثية متكاملة: الرضا يمنحك الطمأنينة، والتوفيق يمدك بالقوة، والنجاح يضيء لك درب الغد.

فابتسم للحياة، واسعَ بجد، ودع قلبك يثق أن كل ما قدّره الله لك يحمل في 
طيّاته خيرًا لم تره بعد.
العنقاء العنقاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf