بقلم الكاتبة الروائية:صليحة جابي (سالي)
الرضا ليس استسلامًا كما يظن البعض، بل هو أرقى مراتب القوة. أن تكون راضيًا يعني أن تحتضن حياتك بما فيها من منح ومنحنيات، أن ترى في كل ابتلاء حكمة، وفي كل تأخير رحمة، وفي كل عسر وعدًا بيسر قادم. الرضا يزرع في القلب يقينًا عميقًا بأن الخير فيما اختاره الله، وأن ما ذهب لم يكن ليستحق البقاء، وما تأخر لم يحن موعده بعد.
وحين يهب الله التوفيق، تتبدد الحواجز التي كنت تراها جبالًا، وتُفتح أمامك أبواب لم تكن في الحسبان. التوفيق ليس مجرد صدفة، بل هو نفحة من رحمة الله تسند خطواتك، وتبارك سعيك، وتجعلك ترى البركة في أبسط التفاصيل. هو اللمسة الخفية التي تحول الجهد العادي إلى إنجاز استثنائي، وتمنحك القدرة على المضي بخفة قلب وسكينة روح.
أما النجاح، فهو الحلم الذي يولد صغيرًا في دواخلنا، ثم يكبر كلما غذّيناه بالعمل والإصرار والإيمان. النجاح لا يُقاس بما تملك، ولا بما يصفق له الآخرون، بل بمدى سلامك الداخلي مع نفسك، وبقدرتك على أن تكون فخورًا بما وصلت إليه بعد كل سقوط، وكل دمعة، وكل لحظة يأس تجاوزتها. النجاح هو أن ترى نفسك اليوم أقوى وأصفى مما كنت عليه بالأمس، وأن تشعر أن خطواتك مهما صغرت، تقرّبك من صورة ذاتك التي تحلم بها.
من جمع الرضا في قلبه، والتوفيق في طريقه، والنجاح في مسعاه، فقد حاز نعمة الحياة بكل معانيها. فهي ثلاثية متكاملة: الرضا يمنحك الطمأنينة، والتوفيق يمدك بالقوة، والنجاح يضيء لك درب الغد.
فابتسم للحياة، واسعَ بجد، ودع قلبك يثق أن كل ما قدّره الله لك يحمل في
طيّاته خيرًا لم تره بعد.
العنقاء العنقاء
تعليقات
إرسال تعليق