التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار صحفي مع الكاتبة فضيلة ناجوي

بين دفتي هذا العدد من إيلزا، نحمل إليكم حوارًا مع قلم لا يكتب من فراغ، بل من نضج فكري غذّته المطالعة وشغفه المتأصل بالكلمة. فضيلة ناجوي ليست مجرد كاتبة جزائرية، بل صوت أنثوي يفيض صدقًا وعمقًا، ينتقل بسلاسة من الخاطرة إلى الشعر، ومن القصة إلى الرواية، مدفوعًا بتيار لا ينضب من الأفكار والمشاعر التي تراودها حتى في المنام. من مكتبها كمستشارة في مصلحة البيومتري، حيث تلتقي وجوهًا وقصصًا لا تُحصى، إلى دفاترها التي تفيض بالحبر والحنين، تنسج فضيلة حكاياتها بوعي الناقد ودهشة القارئ، لتصنع لنفسها موقعًا خاصًا في المشهد الأدبي العربي.

1/ان تنقلي من الخواطر الى الشعر ومن القصة الى الرواية ماهو الا نضج فكري غذاه حب المطالعة وشغف الكتابة..ولعل مادفعني للاستمرار هو السيل الجارف من الكلمات والافكار التي طالما راودتني حتى في المنام.
2/نعم أذكر اول نص شعري كتبته ..وكان عن الحجاب 
راتها تختال بجمالها الفتان 
وترتوي من نظرات الشبان 
سألتها هل انت قنوعة بهذا 
وهل للدين في قلبك مكان.
وهذا البيت الشعري كان أول ماكتبت لذلك يعني لي الكثير 
3/كوني أما ل3 اطفال وموظفة امر مرهق بعض الشيء الا أنني اجد ملاذا من التعب نحو القلم وهذا تناقض لا يفهمه الا من شغف بالحروف والمعاني 
4/عملي كمستشارة في مصلحة البيومتري يمكنني بالاحتكاك بمختلف طبقات المجتمع وخاصة النساء منهم 
و الغريب في الامر انه واثناء ممارسة مهامي وجلوس الأشخاص على مكتبي..يشرعون ببث همومهم والتحدث عن حياتهم الخاصة ..جعلني اتقرب اكثر من الإنسان وكيانه بمختلف افكاره ومشاعره.خاصة انهم يجدون راحتهم أثناء استقبالي لهم بابتسامتي المعتادة 
حقيقة..هذا الامر أثر في اعمالي الادبية بشكل كبير.بحيث اني صرت اكثر رقة ومرهفةالمشاعر والاحاسيس.
الشيء الذي جعلني اختار اللغة العربية متخصص اكاديمي هو حبي الكبير لكل ما يتعلق باللغة العربية .
في المرحلة الجامعية كنت اعشق النقد القديم والشعر الجاهلي وكل المواد الادبية.وكان عنوان مذكرتي القصص المكتوبة للاطفال في الجزائر.وهذا مامكنني في التحكم آليات السرد والوصف.
6/والله انا اكتب بعين القارىء والناقد في نفس الوقت..فأنا اكتب وامحص اعمالي مئات المرات.
7/حين امسك القلم تتدفق الكلمات و المشاعر والافكار ويعتلي صوت الواقع صفحاتي وامزجه بمسحة من الخيال الاخاذ..ويمتزج عندي الحنين الى الماضي السحيق والامل الذي اصنعه من الكلمات.
8/انتشرت الكتابات المئوية في الآونة الاخيرة كالنار في الهشيم..فهي ليست مجرد كلمات تخطها الانثى لتثبت وجودها وكينونتها في هذا العالم فحسب وانما هو صوت القوة و الصرامة النابعة. من انوثتها الفاعلة في مجتمع يود تهميشها بشتى الطرق.
9/نعم انا بصدد نشر روايتي الثانية فور الانتهاء منها ولدي كذلك مجموعة قصصية عنوانها غياهب الجب كتبتها بالتوازي مع روايتي الاولى لم تولد.ولقد كانت دار المعلم.الدار التي نشرت عنها مؤلفاتي السابقة الذكر.
 10/كان من بين الادباء الذين تاثرت بهم الدكتور طه حسين.
11/اود ان اخوض تجربة الترجمة في المستقبل ان شاء الله.
12/بالطبع وجدت دعما من عاىلتي واصدقائي المقربين واكتسبت العديد من الاصدقاء في الساحة الادبية.
13/الرواية التي اتمنى كتابتها هي سيرتي الشخصية ربما في المستقبل البعيد ..لم اكتبها بعد لاسباب شخصية بحت.
14/كما كاتب في بداية مشواره.وككل بداية هنالك لحظة تريث وتردد. وهي امر طبيعي جدا وليس عائقا ابدا.لكن يجب على الكاتب ان يجعل لنفسه مصدر تحفيز او أشخاص يشجعونه على النشر وعدم القلق لابراز كتاباته للقارىء والناقد على حد سواء.
15/نعم النص الجيد يفرض نفسه.الا ان الجواىز امر تحفيزي لا بد من نيلها ولو لمرة واحدة في العمر.
16/أقول لكل فتاة جزاىرية تكتب على دفترها سرا وتخشى الاعلان عن حلمها أنه لا يوجد ما يستحق ان تتراجعي من اجله بمجرد ان تخطر على بالك فكرة النجاح وتحقيق طموحك مهما كان.خوضي التجربة ولا تستنعي للمحبطين الفاشلين.وخذي النصيحة دائما من الاشخاص الناجحين وليس الفاشلين في حياتهم.
17/أعتقد جزما ان اسمي سيخلد في تاريخ الادب ان شاء الله وسيقال عني الاديبة الجزائرية فضيلة ناجوي من اكبر الادباء العرب اصحاب الأقلام السيالة.
فضيلة ناجوي ليست فقط أديبة، بل تجربة إنسانية كاملة تحمل في طياتها تحديات الأمومة والعمل والكتابة، وتحوّل كل ذلك إلى مادة أدبية نابضة بالحياة. هي من الكاتبات اللواتي يكتبن بعين الناقد وبقلب العاشق للحروف، ممن يذيبن الواقع في خيال أخّاذ، ويجعلن من الكلمات جسرًا بين الماضي والمستقبل. من طموح نشر أعمال جديدة، إلى حلم ترجمة نصوصها، إلى يقينها بأن اسمها سيخلد بين أعلام الأدب العربي… تظل فضيلة ناجوي مثالًا للمرأة الكاتبة التي تواجه التهميش بالقوة، والإحباط بالأمل، والحياة بالقلم.
نشكر الأديبة فضيلة ناجوي على هذا الحوار الراقي، ونتمنى لها مزيدًا من الإبداع والنجاح.

المؤسسة مجلة إيلزا الأدبية للإناث 
المديرة بشرى دلهوم الجزائرية 
الصحفية أسماء أڨيس 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf