الانتظار هو سمّ بطيء الانتشار، يسري في أوتان القلب قبل الجسد.
هو لدغة خبيثة من عقارب الساعة، فيها تُهلك الروح، ويُشل الفكر، ويصبح الجسد جثةً منزوعة النبض.
عندما تنتظر أحدهم بحرارة وشوق كبيرين، تشعر حينها وكأنك مكبل بأسئلة متشابكة، تأسرك داخلها لتمتحن صبرك وقوة تجاوزك.
ما إن حررت نفسك منها، أصبحت جوابًا مُحمّلاً بأمل اللقاء ودفء التخيلات.
في غيابه، ستُدرك قيمة الوقت الثمينة، فهو يخفي نفسه بين أضلع الزمن بحدة الثواني وقسوة الساعات.
وفي عودته، ستشعر وكأنك قد عدت من سفرة الموت لتذهب بخطاك نحو الحياة، ولتلفظ نبضًا جديدًا ينطق شكرًا لله وحمدًا لا يضمحل.
نعم، تلك اللهفة عند تلاقي الأرواح كفيلة بأن تُحيي الكلام وتقتل الصمت، بأن تقطع حدود الزمن بسيفها، وتُسكِّن أوجاعًا في القلب كانت ثائرة، فتتخذ للأنس مأوى به، وتطرد الوحدة بعيدًا إلى نقطة اللا عودة، حيث تُرمى بسراديب الزمن الماضي خلف جدران الوقت.
ويبقى الانتظار إعياءً مزمنًا لا يحتمل التأخير في تلقي العلاج.
الانتظار... داء خبيث، واللقاء له دواء.
وترتقي الأقلام
ردحذف