التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سرد تخيّلي... بقلم ماجدة طاهر

#سرد تخيّلي...
آخر وتر من سمفونية الحصار....!
عقارب الساعة تُشير إلى الخامسة صباحََا، هبّ أنس، من مرقده المشتعل بلهيب الحرّ، الذي لا تبريد فيه، ولا زاد يُرتجى، فما النوم عنه براضِِ، ولا هوعن النوم براضِِ.
في مساء ذلك اليوم عاد أنس من رحى المعركة بخُطَى رجل أنهكه الحصار، يتأبط كاميرته التي شهدت ما يصرف عنه البعض نظرهم. بينما يحمل في يده الثانية كيسََا من الطحين الذي نثرته الأيام على الأرض، كما تتناثر الأمطار من السماء فكأنه شهادة حياة مؤقتة، أخذ نفسََا عميقا وقال:
تَمُرُّ عليَّ الرِّيحُ هوجاءَ.. رُبَّما
أميلُ قليلاً إنّما لَسْتُ أَنْكَسِرْ
وما قُوِّسَتْ أحلامُ عُمْري لِذِلَّةٍ
ولكنَّها كالنَّخْلِ أثْقَلَها الثَّمَرْ
بلا حَذَرٍ أَمْشِيْ على واقعِ الحَصَى
وفوقَ رُخَامِ الحُلْمِ أَمْشِي على حَذَرْ
أنا مِنْ قديمٍ أَجْمَعُ الحُلْمَ والكَرَى
فتنْثُرُهُ النَّجْمَاتُ في شُرْفةِ السََّهَرْ
ولي في عُيُونِ اللّيلِ بِضْعُ قَصَائدٍ
سَأَكْتُبُها ضَوْءاً إذا انْطَفَأَ القَمَرْ.
أُطلُّ على المَعْنَى بعينَيْ غمامةٍ
لأقرأَ نَقْشاً خَطَّهُ الماءُ في الحَجَرْْ
-أحمد سلامة
فتح الباب بصمتِِ مُطبق، كمن يفتحُ صدره للمواجع، و دخل غرفته التي لم تعرف الضوء منذ أيام فقد تناثر بعضا من جدرانها بفتيل قنابل اليهود، شعر بثقل الأرض فوق صدره فكل ركن في المكان يردد صدى وجعه، كأن الجدران والأشخاص تهمس له:
مواجعيْ وحدَها يا ربَّ فارهةٌ
أمّا أنا فكَسيرٌ خاطريْ ظامِ
مُشَوّهٌ كلُّ ما حوليْ، مُشَوّهةٌ
روحيْ، مُشَوّهةٌ يا ربِّ أحلامي
لا أستطيعُ النهوضَ الأرضُ جاثمةٌ
عَلَيَّ كُلِّيْ سَجينٌ خلفَ أوهامي
-أحمد الجرف.
جلس أرضاً يُرائي المكان و الفراغ الذي أل إليه، حدّث نفسه بعد أن تنهد تنهيدة المكلوم، قائلا تالله ما وهنت ولكن الجوع وخذلان الصُحب، ولن أهون فالصبر دِرعي في هذه النوائب،
وَلَمْ أَيْأَسْ وَلَمْ أَقْنَطْ
بَلَى، قَدْ زَادَ إِيمَانِي
فَكَيْفَ يُحِيطُنِي يَأْسٌ
وَعَيْنُ اللهِ تَرْعَانِي
وَأَدْرِي أَنَّ ذَا عَيْشٌ
دَنِيٌّ كُلُّهُ فَانِ
- رضوان محمد خير
فأعظم ما أملكه الآن يقيني الصادق بالله، وهذه الكاميرا التي أنهكتها المجازر، وبعض الدفاتر التي أخطِّ عليها يومياتي وأنا على قيّد الحياة، وبطنُُ تُقرع أمعائه من شِدّة الجوع كما تقرع الحرب نوافذنا كل ليلة. وما نعيشه اليوم كان قدرََا إلهيََا، بما حمِل من مكائد اليهود وما جرى من جبروتهم غير-{أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} سورة البقرة -165.
فلعمري ما كانت منجاتنا الحقيقية للعباد، بل لربّ للعباد، وما هذه المصائب سوى أسباب مغفرة سخرها الله لعباده ، فلعلّ أحدهم يغفر الله{ بفك رقبة، أو إطعام ذي مسغبة.}
 وإني موقنٌ أن المصائب طريقٌ معبّد للصابرين، وما يئِستُ من روحي غير أن قدري ـ
دَهْرٌ أتَاني بالصُّروفِ كأنه
سَيْفٌ على قَتْلِ العَدوِّ يُجَاهِدُ
قَتَلَ الأحبةَ مَا بَقَى مِنْهُم سِوى
ذكْرى تُؤرِّقُني و حَزْنٌ خَالِدُ
رَحْمَاكَ يَا رَبّ العِبَادِ بِعَابدٍ
أضْحَى وحيداً بالدعَاءِ يُنَاشِدُ
-الزهر اء
أوقد الحطب لا ليطبخ، بل ليتذكر أن النار التي في جوفه أشد حرًا.
ثم فتح صحيفته الرقمية وقلبه يعتصر كمدََا، من سيل الأخبار، وإذا بالمصائب تتزاحم كما تتزاحم السُيوف في الحروب، وكأنَّ الواقع يسأله: أما آنَ لكَ أن تُعلن ضعفك؟
ألفَيْتُ أنْ أمضي ..
فقالتْ لي الرّياحُ: ألا اصطَبِرْ !
أينَ المُضِيُّ؟
فقلتُ: حيثُ تحُطُّ بِي رَحْلُ السَّفَرْ !
قالتْ: لماذا؟
قلتُ: حالِي كالهَشِيمِ المُحْتَظِرْ !
أنَّى اتّجَهْتُ لَـقِـيـتُ بؤسي في طريقِي مُنْتَظِرْ !
قَدْ عِفْتُ أشكالَ الحياةِ و زَيْفَ ألوانِ الصُّوَرْ !
في كلّ درْبٍ خضْتُهُ .. ضمَّتْهُ آلافُ الحُفَرْ !
كيفَ السّبيلُ إلى الصُّمودِ وحُزْنُ قلبِي مُسْتَعِرْ ؟!
قالتْ: عرَفْتُكَ سيِّدَ الأهوالِ، لا تخشَى الخطَرْ !
بكَ هِمَّةٌ وعزيمةٌ ترقَى بها سَطْحَ القمَرْ !
فالبؤسُ هذا رغم طولِ بقائهِ .. لَنْ يستَمِرْ !
فاصبرْ وصابِرْ يا فتَى .. أنَتَ الكَمِيُّ المُنْتَصِرْ !
والجَأ بأمركَ للّذي بيديهِ أقدارُ البشَرْ !
فأجبتُها، والدّمع مِنْ عَينِي تهافتَ وانهَمَرْ :
سأظلّ أسمو شامِخًا، ما دمْتُ أؤمنُ بالقَدَرْ !
والحمد لله الذي يعطي الجزيلَ لمَنْ صبَرْ، ولِمَنْ شكر.
-بهاء الدين
ليُعلق غيث العلاوي على حسرة قلب أنس قائلا:
مِن كُلِ جنبٍ قدْ تقرح واكتوى
وهـوت عليهِ النـازلات تـباعا
ذرت غبارَ الملحِ وسطَ جراحِهِ
فـغدا التألـم عـادةً وطـباعا
لو أن جرحاً واحداً وزعتُهُ
ملأ الخلائـقَ كُلَها أوجاعا
قُسمت إلى نصفينِ نصفٍ تالفٍ
أشجى على خذلانها وتـداعـى
ومـنافحٍ لـطموحهِ مستبسلٍ
خاض الحياة معاركاً وصراعا
فغدوت في هذا غريباً حائراً
لا حيلةً أرجو ولا أشـياعا
أوكـلتُ للدهرِ الطـويل مصائبي
ووقفت استجدي الطلولَ وداعا
تشدو لها نغماً وترقصُ دمعتي
وكأن في جوف الثرى إيقاعا.
التقط أنس كاميرته كمن يحمل سيفه، ليبُث للعالم هذه الأخبار التي تمزق القلب لعل ضميرهم يصحو لعلّه.
 يقول في هذه التغطية، لكم أن تتخيلوا أيها العرب في غزة لم يعد الجوع حدثا طارئا، بل بات هو نظام الحياة. فــ:
 للهِ أحزانٌ تَهدُّ جبالا
بِفُؤَادِنَا قَدْ قَطّعَتْ أَوْصَالا
مِنْ كُلِّ وَادٍ لِلْبَلَايا جُمِّعَتْ
وَبِسَاحِ كَرْبٍ أُرْدِفَتْ أَرْتَالا
وَرَدَتْ فُؤَادِي وِرْدَ أَهْلِ جَهَنَّمٍ
عَطْشَى حَيَارَى تَبْتَغِيهِ بِلالا
وَأَنَا الَّذِي قَدْ كُنْتُ جَلْداً صَابِراً
لكنَّ تسكابَ الهُمُومِ توالى
   -رياض الأدب
 - أطفال يفارقون الحياة جوعى.
- أم تطبخ الخشب لأبنائها.
- أب قُتِل في طريق البحث عن لقمة خبز.
- شيخ يكسو الحنين صوته المرتجف.
- العدو الظالم مازال يتباهى بسيطرته.
-طفل يتلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ما حاز على رغيف خبز...
مـُـتْ زمهريــراً يـا بنــيّ لربمــا
تهنـا بـدفء القطــن والتابـوتِ
وارفـع إلـى اللَّٰــه الشكـاة فإنـهُ
 ما ضاع حـقٌّ عند ذي الجبروتِ
لم يسمعوا شكواكَ حيّاً هل ترى
تصغى لـكَ الآذان بعد المـوتِ ؟
-الشريف ابن أحمد
حينها لم يستطع أنس أن يداري الدمع، لا دموع الجبناء، بل دموع الصناديد حين تضيق عليهم الأرض، وتتسع لديهم الكرامة. رمى بنظره نحو الأعلى فلم يجد في السماء سوى ضباب القصف.. فتمتم في دخيلته "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" تشبّث بحبل الإيمان..
كَصَاحِبِ الحُوتِ مَقطُوعًا بهِ الحِيَلُ
 إليكَ ألجَا وَأستَجدِي وَأبتَهِلُ
مَالِي سِوَاكَ مُعِينًا هَادِيًا أبدًا
أرشِد فُؤَادِي فَقَد تَاهَت بِهِ السُّبُلُ!
- ﻣراد.
بكى...
نعم بكى وما أشدّ قهر الرجال...
ليس لأنه فقد القدرة على الاصطِبار، بل لأنه يعيش ما يوثّقه.
 ولعلّ أبشع لحظة في حياة الصحفي ليس حين تكتسي الأرض بالدماء، بل حين لا يملك سوى ان ينقل هذا الخبر. رفع أنس بعينيه باتجاه الشاشة وضغط على الكاميرا وهو يهمس بداخله:
أُنَقِّلُ عَيْنِي فِي الخَرَائِطِ مُبْصِرَا
فَيَنْسَابُ دَمْعِي رَاوِياً كُلَّ حُزْنِيَا
عَلَى وَطَنٍ لَمْ يَعْرِفِ الحَقَّ أَهْلُهُ
وَمَا فَتِئَ الطُّغْيَانُ جَزَّ النَّوَاصِيَا
نُسَاقُ إِلَى الأَهْوَالِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
وَإِنَّا وُعِدْنَاهَا قُرُوناَ خَوَالِيَا
نُسَاقُ إِلَى الأَهْوَالِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
فَإِنْ قِيلَ أُهلِكْنَا بُعِثْنَا تَوَالِيَا
نَرُومُ مِنَ الدُّنْيَا حَيَاةً عَزِيزَةً
إِذَا جَارَ صُعْلُوكٌ نَرُدُّهُ بَاكِيَا
وَإِنْ خَذَلَ القَرِيبُ فَالدَّهْرُ قُلَّبٌ
وَإِنَّ غَداً آتٍ عَلَيْهِ وَغَازِيَا
إِلَى كُلِّ صُهْيُونٍ قَرِيباً شَتَاتُكَ
وَتَعْلَمَ أَنَّنِي أُخَلَّدُ بَاقِيَا
فَيَا سَامِعِي هَلْ لِي لِعُذْرِكَ مَبْلَغٌ
فَإِنِّي وَرَبِّ العَرْشِ مُدْمىً فُؤَادِيا
- ياسين القيمة
  ثم قال في تقريره
" في فلسطين يؤكل الوهم، حين لا نجد الخبز، ونشرب الأمل ممزوجََا بالصبر والدمع. "
نحن لا نفتقد الدواء والطعام، لكننا نمتلك الحقيقة والصبر، الذي سنقاتل به حتى آخر رمق....و-
لِلَّهِ دَرُّ الصَّابِرِينَ عَلَى النَّوَى
لَوْ عَلَّمُوا قَلْبِي عَلَيْهِ ليصَبرا
- الأديبة ريحانة
مشى بخطوات مثقلة هدّها التعب، يوثّق فيها كيف يقاوم الناس الجوع، ويحاربوا من أجل إناء عدس...!
كيف أصبحت قطع الخبز حلمََا..!
كيف يبتسم الآباء ليُهونوا على أطفالهم انعدام الغذاء..
وكيف تحول ذلك الانتظار إلى عبادة.. والدموع إلى وثائق تاريخية مرسّخة ردد بداخله...
أيا روحي التي ضلت خطاها
ولا تدري إلى أين المسير؟
فأوجاعٌ وأرزاء وشكٌّ
وفي تيهٍ على قلقٍ أسيرُ
وفي الأحشاء نارٌ قد تلظت
وأسأل من أنا؟ اين المصيرُ؟
وأخفي دمعتي إن ضاق صدري
وقد تُبنى من الألم الجسور
إلى الغايات أمشيها بعزمٍ
تُحطم من صلابته الصخور
-زينة الفؤاد
استند أنس على جدار أحد المباني التي تصدّعت من ذكرياتها الجارفة، فكل ما فيها كان يميل للسقوط، إلا نبض ساكنيها متشبث بالحياة، تنقّل بعينيه بين السقف المتشقق، والصور لم يلتقطها بعد.. قال بصوته المبحوح:
تعبت من المسير فلا أراني
ظفرت بغير أحوال الجنونْ
ولكن ما يصبرني يقيني
وقصدي للإله مع الركونْ
فما خاب الذي لله أخبت
وأحسن في الذي خلق الظنون
- حَاتِمُ بْنُ عَبْدِ ٱلكَرِيمِ
حدّق بعينيه المرهقتين في دمار البنيان، وخلائه من الخلان، ورفع الكاميرا كما يرفع اللواء في وجه الطغيان...
فلو جمَعوا كلّ الجراحِ لصيّرَت
فؤادِي شهيدًا في سبيل كفاحِي
أحاربُ ما ألقَى بقلبيَ ثابتًا
"كساعٍ إلى الهيجا بغيرِ سلاحِ"
- تسنيم حسون
ردد في سريرته، والله لن أطفئ عدستي حتى ينكسر الظلم، ولن أضع قلمي حتى يُذل الجوع. أو استشهد.. فــ...
ماذا أقول ُ و مَا أزجيهِ من قلمي
وفي فؤاديَ شلاّلٌ منَ الحِمَمِ
ودمعُ عينيَّ في الأجفانِ مُستَعِرٌ
وَ نبضُ قلبيَ مَحمُومٌ مِنَ السَقَمِ
ماذا أقولُ وهذا الغَدرُ منهجُنا
خِلٌ يَبيعُ خليلا ً بَيعةَ الغَنَمِ
ماذا أقولُ وَ قد هانَتْ مودّتنا
وكنتُ أحسَبُها نوراً على الظُّلَمِ
- سمية الشامي
توالت تلك الليالي الحالكة بمجرياتها القاتلة _وحين بلغت القلوب الحناجر من هول النوائب والفواجع...
فإذا بليلِِ يُقبل، يتخلله شيءُُ من الخوف ما ترتجف له الأنفس..
فمن أفواه المظلومين خرج الدعاء..
ومن أعين الأطفال البريئة سطع النور..
ومن بين شفاه الشهداء صدح النداء "حسبنا الله ونعم الوكيل"
في تلك الليلة اهتزت الأرض تحت أقدام الصهاينة وأتباعهم.. لم تكن غارة بل غضبََا تراكم، وصبرََا انفجر في وجه الاحتلال
فغضبت الريح، وهاج البحر، وانفجرت السماء، ارتبك المتغطرس وانقلبت الموازين، وانكسرت سيوف المظالم الباطلة، على صخرة الحق تُدعى- غزّة- و
سينبتُ الفجرُ من جراحِ الرمادِ
ويغسلُ الليلَ بالضياءِ المُنادي
وتُورقُ الأحلامُ في صمتِ قبرٍ
  قد كان بالأمسِ موطنًا للحدادِ
  من صخرةِ اليأسِ ينشقُ دربٌ
 يسقي الطينَ بدمعِ ذاكَ العنادِ
 فلا الرمادُ يُميتُ حُلمًا تأبّى
 ولا الجراحُ تُميتُ نبضَ الجهادِ
- أماني البيطار
وصدحت التكبيرات من المسجد الأقصى، لا من المآذن، ومن قلب كل عربي نابض بالحق..
استفاق العالم بأجمعه على صيحات النصر التي خنقت الأرض، و شاهدوا مالتقطه أنس، أطفال يبتسمون بعد أن شبعوا لأول مرة بعد الحرب، وذلك الجد الذي يوزع الخبز بيديه المرتجفتين...
اصطبر... تنتصر..
ليقف أنس أمامنا أخيرا على ساحة السرايا، لا ليغطي الحدث، بل ليعلن نهايته..
رفع عينيه للكاميرا وابتسم:
لن يفلّ نجمُُ على هذه الأرض المباركة
في فلسطين حتى وإن وجاع القمر معنا، هاهو الليلة يضيء معنا.
_ولن يهلك من استمسك بالعروة الوثقى.
-ماجدة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf