لا عودة
بعيدًا عن دراما الحنينِ المُستنزِفة
وعن أوطانِ ذكرياتٍ المهلكةِ، وكذا القلوب الضعيفة المرهفة المتبعثرة في عبثِ الحكايةِ العتيقة
آنَ للفيلمِ القديمِ أن يُطوى وينجَلي
فقد انتهتْ كلُّ فُرَصِ الصفحِ، وانطفأتْ حُلولُ التريّثِ المُعلّقة
آن الأوان لبداية جديدة بعيدة عن كلِ ما يرهقُ كاهلي ويطفئُ نور الحياة بداخلي
آن الأوان لفجر جديد
حيث لا ظنونَ ولاتُهم
بل يقينٌ ثابتٌ، ملزِم، لا يُداخلهُ التردّدُ ولا المُوارَبة.
فما عدتُ أُقادُ خلفَ الخواطرِ الوديعةِ، ولا أذكارِ الطيبةِ المُسالِمة،
الآن…
أختارُ نَفسي دون تردد أتخدُ العِزّةَ طريقًا
وأجتازُ بقلبي عتباتِ النجاةِ المُكرّمة
لن أُصدّقَ الهتافاتِ العابرة
ولا مَن يخطئ ثم يُلبسني الملامةَ زورًا بلهجةٍ ماهرة
كفى خداعًا يأتيني في هيئةِ العتاب
وكأنّ الرفقَ خُلق لي وحدي، والمكر للآخرين مُباحٌ دون حساب.
ما عدتُ أرغب في الانتظار
ولا الالتفافِ حولَ الأعذار
لن أقول: "أنا مشتاق"،
ولن أعود لذات الأخطاء، مهما تزيّنتْ بمسوحِ الاحتضار
لن أُجبرَ قلبي على التغافل
لن أهزمَ تحتَ وطئِ الأشجان
ولن أُجمّلَ القسوةَ بثوبِ الصبرِ المكسورِ المنهار
رأيتُ الحقيقةَ كما هي، لا كما تمنّيتُها
وجوهٌ أنكرتْ، قلوبٌ هجرتْ
وأيدٍ أعادتني، عامدةً إلى خيباتٍ نزفتني حتى تهاويتُ في صمتي ..
لأول مرة، لا أريد النسيان
بل أحتفظُ بالشعورِ نصبَ الوجدان
لا حقدًا، بل امتنانًا للدرسِ، وامتثالًا للبيان
الآن...
أتنفّسُ بعمق
براحةٍ بل بفخرٍ فاق العنان
أخلعُ عن صدري كلّ ما لا طاقةَ لي به
بعد أن فاض كأسُ الخذلان
أعيشُ لقلبي، لا لأنينِ الآخرين
أبتسمُ لأنني أستحقّ
وأُبصرُ الحياةَ بعينٍ اليقين، ورديةٍ حيية لا تشوبُها عتمة ولا سواد
أُقدّسُ سكينتي بل أعشقها ، وأصونُها من كل زائِف مغتال.
أنا لا أهرب
بل أختار
لا أتناسى
بل أتعافى
أنا أقوى بألمي
وبه أتشافى
الكاتبة: صارة عمراني – الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق