أمٌ من قلب
لم أختبر الأمومة يومًا، لم أتزوج بعد ، ولم يكن لي أن أنجِب من صلبي أطفالا، لكن قلبي عَرفها قبل أن أعرفها، وعاش تفاصيلها رغم غيابها عن واقعي.
كنت دائمًا أحمل في داخلي ذاك الحنان العظيم الذي يسكن قلب كل أم، وكأن الله أودع في صدري شعورًا يتجاوز حدود التجربة، ويشبّهني بمن رُزقوا الأبناء فعلاً.
قد يقول البعض إنكِ تبالغين ولا يُمكن أن تُحب الأم ابناًغير ابنها
لكن لا يعرفون أنني أمٌ بقلب أحمل الحب في ضلوعي قبل أحشائي
كلما نظرت إلى أسيل وإياد، شعرت بعاطفة تسع كل مشاعري كأن قلبي أنجبهم بمحبة خالصة، لا يشوبها انتظار ولا تقيّدها صلة واقعية.
أسيل وإياد، طفلا أختي الكبرى، كانا لي أكثر من أبناء أخت كانا ولازال جزءًا لا يتجزء من نبض روحي .
أحببتهما حدّ النسيان ؛ نسيت آلامي فيهما، وتجاوزت حزني بضحكاتهما، كنت أُطعم قلبي من وجودهما، وأسقي روحي من دفء حضورهما.
فما كل أمٍّ أنجبت، ولا كل من لم تُنجب حُرمت…
فبعض القلوب تخلق أمًّا، ولو لم تَعرف الحمل يومًا.
صارة عمراني - الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق