العنوان:
الأنوثة في المتخيل السردي وتداولية المعنى: غادة السمان نموذجًا
المقدمة:
تُعدّ غادة السمان واحدة من أبرز الكاتبات السوريات والعربيات في القرن العشرين، وقد تميزت نصوصها السردية – رواياتها وقصصها ورسائلها – بحضور أنثوي طاغٍ، لا بوصفه حضورًا جسديًا فقط، بل كوعيٍ وجودي وجمالي وثقافي. وتتعالق مفردات الأنوثة في نصوصها مع أطر سردية تنتج معاني تتجاوز سطح النص، لتدخل في حيز التداول الثقافي والاجتماعي.
الإشكالية:
كيف تتجلى الأنوثة في المتخيل السردي لغادة السمان؟ وما هي الآليات التداولية التي تساهم في تشكيل المعنى حول هذه الأنوثة في نصوصها؟
الأهداف:
1. تحليل تمثلات الأنوثة في خطاب غادة السمان السردي.
2. كشف الآليات التداولية التي تساهم في إنتاج المعنى ضمن هذا الخطاب.
3. استكشاف البعد الثقافي والاجتماعي للأنوثة كما يظهر في المتخيل السردي.
الإطار النظري:
السرد ومتخيله: الاعتماد على مناهج تحليل السرد مثل السرد البنيوي والوصفي.
تداولية المعنى: استخدام مفاهيم التداولية (السياق، المقصدية، الفعل الكلامي، الضمني...) لتحليل كيفية توليد المعنى من النص.
النقد النسوي: توظيف الرؤية النسوية في تحليل الأنوثة كفعل مقاومة أو استعادة للذات في نصوص غادة السمان.
المحاور المقترحة للتحليل:
1. الأنوثة بوصفها تمردًا وجوديًا:
الشخصيات النسائية: تحليل شخصيات المرأة في روايات مثل "كوابيس بيروت" و"ليلى والذئب".
التحدي للأدوار التقليدية: كيف تتحدى الساردة / البطلة الأدوار التقليدية المفروضة عليها؟
2. الجسد الأنثوي كفضاء رمزي:
توظيف الجسد: كيف يتم توظيف الجسد في نصوص السمان كأداة لتحرير المعنى أو مقاومة التشييء؟
مقاربة الجسد بين الواقعي والمتخيل: كيف يتداخل الجسد الواقعي مع الجسد المتخيل في النصوص؟
3. الأنوثة في رسائل الحب والبوح:
رسائل غسان كنفاني: في "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان"، كيف يُعاد بناء الأنوثة بين النص واللا نص؟
تداولية البوح الأنثوي: كيف تُظهر الرسائل التفاعل بين الذات الأنثوية والآخر الذكوري؟
الشواهد النصية:
"إنني أحبكِ بصدق، ولكنني أخشاكِ... إنني أشعر بأنكِ قادرة على امتصاصي بطريقة ما تدمر السيادة التي يمارسها أبي على أمي!".
"لم يكن ذنبك أننا لم نتفاهم ولا ذنبي... لم تكن تخدعني ولا كنت أخدعك... كل ما في الأمر أن كلينا يعني بكلماته قيم الأشياء كما يفهمها هو في عالمه...".
"نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني، يقرع باب ذاكرتي ويدخل بأصابعه المصفرة بالنيكوتين وإبرة (أنسولينه) وصخبه المرح، يجرني من يدي لنتسكع معاً تحت المطر، ونجلس في المقاهي مع الأصدقاء، ونتبادل الموت والحياة والفرح بلا أقنعة... والرسائل أيضاً".
4. اللغة الأنثوية:
اللغة كأداة تعبيرية: هل يمكن الحديث عن لغة أنثوية في خطاب السمان؟
الأدوات اللغوية: استخدام الاستعارات، المجاز، التكرار، والتقابل كأدوات لغوية تكشف تمثلات الذات الأنثوية.
5. السياق الثقافي والاجتماعي:
انعكاسات الأنوثة في السياقات المختلفة: كيف تنعكس الأنوثة في نصوص غادة ضمن سياقات بيروت، الحرب، والاغتراب؟
علاقة خطاب السمان بالخطاب الذكوري المهيمن: كيف تتعامل غادة السمان مع الخطاب الذكوري وتعيد تشكيله؟
النتائج المتوقعة:
الأنوثة في خطاب غادة السمان ليست وصفًا بيولوجيًا، بل بنية سردية ورمزية.
التداولية تكشف عن قصدية كامنة في إعادة تشكيل المعنى حول المرأة والذات والحرية.
السرد الأنثوي عند السمان يعيد تموضع المرأة كفاعل معرفي وجمالي.
الخاتمة:
تمثل نصوص غادة السمان مختبرًا حيًا لتحولات المفهوم الأنثوي في السرد العربي المعاصر. وعبر عدسة التداولية يمكن تفكيك هذا الخطاب لقراءة الأنوثة بوصفها مشروعًا سرديًا دلاليًا متكاملًا، لا مجرد وصف أو حالة.
ربا رباعي
الاردن
تعليقات
إرسال تعليق