التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صرخة على مذبح الطاعة بقلم الكاتبة رُدينَة مُوسَاوي

العنوان : صرخة على مذبح الطاعة.
لو قرأوا ما أدوّنه في كتاباتي
التي أجهضها بيدي قبل أن تصرخ في وجوههم
لرفعوا سيوفهم عليّ قبل أن أُنهي السطر
لأعلنوا الحرب على أنثى وحيدة،
فقط لأنها كتبت… لا استغفرت.
لتبرّأت مني القبيلة كما يتبرأ العار من نفسه،
ولنُصبت لي مشانق من دعاءٍ كاذب،
وحكم إمامُ المسجد عليَّ إعدامًا بالرجم
لو مزّقوا جمجمتي وقرأوا أفكاري
لنسوا إبليسَ ،وخطّوا اسمي بدلا منه ،
لحرّموني، ونفوني من كل صلاة
ولأُدرج اسمي في خطبة الجمعة كخطرٍ داهم
أنا النار تحت الجلد،
أبتسم للوعظ بازدراء
وأبكي لأنني أملك عقلًا لا ينام،
ولأنني خُلقت أنثى… بكرامةٍ كاملة
أخنق رغبتي للحياة كل مساء 
وأكفّنها بالحياء المصطنع 
ثم أعود لأرتّب أوجاعي بعناية 
كأنني أحضّرها لدفنها في صدري
أصنع من الخوف تاجًا، لا قلادة
ومن الذنب طبولًا أرقص عليها
أصفع اللعنات بنظرة،
وأبصق على مراياكم المهشّمة
كل حرفٍ أنزفه، طلقة
كل سطرٍ، ثورةٌ مكتومة
كل جملةٍ، إعلانُ تمرّدٍ علنيّ
وأكتبني… كأنني الإلهة الوحيدة
في عالمٍ يعبد الذكور
حتى لو خذلتني أصابعي
حتى لو احترقت الأوراق
سأصرخني…
سأكتبني …
وسأخلق منّي امرأة لا تُغفَر
سأظلُّ أنقشني على جدران صمتي،
كأنّي الأثرُ الوحيدُ في هذا الغيابْ،
لن أطلب العفوَ من وجهِ مرآتي،
فأنا المرآةُ… وأنا السؤالُ والعقابْ.
سأخلعُ ثوبَ المهادنةِ البالية،
وألبسُ فكري كحقيقةٍ لا تُنسى،
لن أنحني لريحِ الوصاية،
أنا المعنى… إن نطق الصمتُ عُنفًا.
لستُ ناقصةً كي أُتمَّ برجل،
ولا ضلعًا أعوجَ في سيرةِ الخلقِ،
أنا النورُ حين يُطفأ العقلُ،
وأنا العقلُ حين يُكممُ الصوتُ بالذوقِ.
علّمتُ كلماتي أن تسيرَ حافيةً،
لا تخشى حجارةَ الحذر،
وأن تنبتَ ولو من قسوةِ الإسفلتِ،
زهرةً لا تُقطف… ولا تنكسر.
أنا لستُ قصيدةً تُروى على استحياء،
ولا أنثى تُعدّل فكرَها كي تُرضي 
أنا حبرٌ لا يذوب في ماء الفتاوى،
أنا امرأةٌ… تحيا بكامل فرضي.
فامنحوني منفاكم، لا أبالي،
واسجنوا ظلّي بتهمٍ مُبتكرة،
سأخرج من بين أيديكم فكرةً
تُقلق نومَ كل سلطةٍ مُتحجّرة.
أنا الأثرُ الذي لا يُمحى،
أنا التاريخُ حين يكتبُه الرصاص.
"رُدينَة مُوسَاوي"


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf