العنوان : صرخة على مذبح الطاعة.
لو قرأوا ما أدوّنه في كتاباتي
التي أجهضها بيدي قبل أن تصرخ في وجوههم
لرفعوا سيوفهم عليّ قبل أن أُنهي السطر
لأعلنوا الحرب على أنثى وحيدة،
فقط لأنها كتبت… لا استغفرت.
لتبرّأت مني القبيلة كما يتبرأ العار من نفسه،
ولنُصبت لي مشانق من دعاءٍ كاذب،
وحكم إمامُ المسجد عليَّ إعدامًا بالرجم
لو مزّقوا جمجمتي وقرأوا أفكاري
لنسوا إبليسَ ،وخطّوا اسمي بدلا منه ،
لحرّموني، ونفوني من كل صلاة
ولأُدرج اسمي في خطبة الجمعة كخطرٍ داهم
أنا النار تحت الجلد،
أبتسم للوعظ بازدراء
وأبكي لأنني أملك عقلًا لا ينام،
ولأنني خُلقت أنثى… بكرامةٍ كاملة
أخنق رغبتي للحياة كل مساء
وأكفّنها بالحياء المصطنع
ثم أعود لأرتّب أوجاعي بعناية
كأنني أحضّرها لدفنها في صدري
أصنع من الخوف تاجًا، لا قلادة
ومن الذنب طبولًا أرقص عليها
أصفع اللعنات بنظرة،
وأبصق على مراياكم المهشّمة
كل حرفٍ أنزفه، طلقة
كل سطرٍ، ثورةٌ مكتومة
كل جملةٍ، إعلانُ تمرّدٍ علنيّ
وأكتبني… كأنني الإلهة الوحيدة
في عالمٍ يعبد الذكور
حتى لو خذلتني أصابعي
حتى لو احترقت الأوراق
سأصرخني…
سأكتبني …
وسأخلق منّي امرأة لا تُغفَر
سأظلُّ أنقشني على جدران صمتي،
كأنّي الأثرُ الوحيدُ في هذا الغيابْ،
لن أطلب العفوَ من وجهِ مرآتي،
فأنا المرآةُ… وأنا السؤالُ والعقابْ.
سأخلعُ ثوبَ المهادنةِ البالية،
وألبسُ فكري كحقيقةٍ لا تُنسى،
لن أنحني لريحِ الوصاية،
أنا المعنى… إن نطق الصمتُ عُنفًا.
لستُ ناقصةً كي أُتمَّ برجل،
ولا ضلعًا أعوجَ في سيرةِ الخلقِ،
أنا النورُ حين يُطفأ العقلُ،
وأنا العقلُ حين يُكممُ الصوتُ بالذوقِ.
علّمتُ كلماتي أن تسيرَ حافيةً،
لا تخشى حجارةَ الحذر،
وأن تنبتَ ولو من قسوةِ الإسفلتِ،
زهرةً لا تُقطف… ولا تنكسر.
أنا لستُ قصيدةً تُروى على استحياء،
ولا أنثى تُعدّل فكرَها كي تُرضي
أنا حبرٌ لا يذوب في ماء الفتاوى،
أنا امرأةٌ… تحيا بكامل فرضي.
فامنحوني منفاكم، لا أبالي،
واسجنوا ظلّي بتهمٍ مُبتكرة،
سأخرج من بين أيديكم فكرةً
تُقلق نومَ كل سلطةٍ مُتحجّرة.
أنا الأثرُ الذي لا يُمحى،
أنا التاريخُ حين يكتبُه الرصاص.
"رُدينَة مُوسَاوي"
تعليقات
إرسال تعليق