التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كوني أنثى… وافتخري بقلم الكاتبة الجزائرية كوثر بورغيدة

كوني أنثى… وافتخري

كوني أنثى بكل تفاصيلك...
بأنوثة قلبك، وبرقتك التي تخفي في أعماقها قوة لا تُرى،
كوني ناعمة... لا لأن أحدًا طلب منك ذلك، بل لأنك خُلقتِ بهذا الجمال،
وفي نعومتك تكمن هيبة، تجعل من يراكِ يقف احترامًا، دون أن تنطقي بكلمة.

لا تخجلي من مشاعرك، من دموعك أو من ضحكتك العالية،
فأنتِ لستِ مطالبة بأن تكوني نسخة عن أحد،
أنتِ فريدة، بطريقة حديثك، بخطواتك، وبنظرتك للعالم.

أحبي ذاتك… كما أنتِ
ليس لأنك بلا عيوب، بل لأنك صادقة مع نفسك.
أحبي ملامحك، تفاصيلك، كل ما ظننته نقصًا فيك… فهو سر تميزك.
أحبي كل لحظة ضعفتِ فيها ثم وقفتِ من جديد،
وذكّري نفسك دائمًا أنكِ لا تحتاجين لرضا الجميع حتى تكوني بخير،
يكفي أن تكوني قريبة من ذاتك، محبة لها، وفية لها.

حب الذات ليس أنانية، بل هو احترام للأنثى التي صمدت،
التي تحملت، التي أسندت الجميع، ونسيت أن تسند نفسها.
هو أن تكوني الحضن الآمن لنفسك، والصوت الحنون الذي يربت على قلبك في صمت الجميع.

أنوثتك ليست ضعفًا… بل نعمة
هي دفءٌ في برد الحياة،
هي الصبر في خضم الصراخ،
هي الحنان الذي لا يُنقص من هيبتك شيئًا، بل يزيدك وقارًا.
أنتِ ناعمة وقوية في آنٍ واحد،
وذلك هو السر الحقيقي لتفرّدك.

كوني وردة… لكن لا تنسي أشواكك
لا تفتحي قلبك لكل عابر،
ولا تسمحي لأحد أن يقطفك حين يشاء،
فأنتِ لستِ متاحة للجميع… أنتِ مختارة.
كوني طيبة، لكن لا تسمحي لأحد أن يستغل طيبتك.
سامحي، لكن لا تتنازلي عن كرامتك.
ولا تنسي من تكونين وسط كل هذا الضجيج.

أنتِ تستحقين الحب… والاحتواء… والاعتزاز بذاتك
تستحقين أن تعيشي حياة تشبه نقاء قلبك، لا مقاييس الآخرين.
تستحقين أن تسمعي: "أنا فخورة بكِ"، حتى وإن قلتيها لنفسك فقط.
ولا تنتظري من العالم أن يمنحك ذلك… بادري بنفسك، وابدئي من داخلك.

كوني أنتِ… ولا تخافي
لا من رأي أحد، ولا من نظرة، ولا من ماضٍ مضى.
أنتِ أقوى من كل ألم، وأرقى من كل نقد، وأجمل من كل مقارنة.
ارفعي رأسك، وامشي بثقة،
ليس لأنك لا تخطئين، بل لأنك تتعلمين وتنهضين وتنضجين.

وفي الختام…
كوني كما أنتِ…
لا لأنك كاملة، بل لأنك حقيقية.
لا لأنك لا تنهارين، بل لأنك تنهضين دومًا بعد كل انكسار.
ولأنك أنثى… فوجودك في هذه الحياة يجعلها أرقى، وأجمل.
بورغيدة كوثر/ الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf