حوار العدد | مجلة إيلزا الالكترونية
صوتُ التاريخ وذاكرة الحُبّ
حوار خاص مع الكاتب أحمد حركات
في زمن تتزاحم فيه الأصوات وتخفت فيه الحروف الصادقة، يطلّ علينا قلمٌ شاب، يحمل في عروقه ذاكرة مدينة، وحنين وطن، ووجع قلب لا يزال يؤمن أن البقاء للحب.
أحمد حركات، من مواليد 22 ديسمبر 1999 بولاية أم البواقي، باحث في التاريخ، خريج ليسانس في التاريخ العام، وحامل لماستر في تاريخ المغرب العربي المعاصر، اختار أن تكون كلماته جسراً بين الذاكرة والوجدان.
في أول إصداراته الأدبية الموسوم بـ”البقاء للحب”، يكشف لنا عن عوالم داخلية تفيض بالعاطفة، وتنبض بأسئلة الوطن والإنسان. في هذا الحوار الخاص مع مجلة “إيلزا”، نقترب أكثر من أحمد الإنسان، الباحث، والكاتب، لنفهم كيف تتقاطع التجربة الذاتية مع التاريخ، وكيف يمكن للحب أن يُصبح موقفًا من الحياة.
الحوار:
1. أحمد، في البدء، من هو أحمد حركات خارج العناوين الجامعية والإصدارات الأدبية؟
أحمد هو مجرد طفلٍ يحاول أن يكبر ولم يفعل ذلك بعد، ببساطة لأن فكرة الطفل هي التي تجعل أحمد يبحث عن لحظة أو غيمة تجعل لحياته معنى يستحق أن يعيش من أجله.
2. اخترتَ دراسة التاريخ، وهو تخصص لا يخلو من الجفاف الأكاديمي، ومع ذلك كتبتَ عن الحب… كيف تلتقي الذاكرة بالوجدان في تجربتك؟
قضايا الذاكرة في التجربة الشعرية عموما هي تقاطع بين الماضي والحاضر… [إجابة كاملة كما وردت].
3. إصدارك الأول “البقاء للحب” يحمل عنوانًا فيه شجاعة وشيء من التحدي… ماذا أردت أن تقول من خلاله؟
أردت أن أقول من خلاله فقط شيئاً واحداً ربما وهو: عندما يوهب لك الحب تهدى لك الحياة، فأنا مثلا لا أخاف الموت لكن أخاف أن أموت قبل أن أحيا.
4. هل هو نص ذاتي محض أم تراهن فيه على قضايا تتجاوز حدودك الشخصية؟
هو في الحقيقة نص مراهق غير ناضج تماماً، هو أنا الذي كنت عليه…
5. من خلال قراءتنا لنصوصك، نلمس لغة شاعرية متخمة بالألم والرغبة… من أين يأتي هذا الوهج العاطفي؟
الشاعر مثلما يمكنه أن يكون موكب فرح يمكن كذلك أن يكون مأتما…
6. ما تأثير نشأتك في ولاية أم البواقي على تكوينك الأدبي والفكري؟
أم البواقي هي مكان يشبه مقبرة يدفن فيها الشاعر حياً…
7. هل ترى أن الانتماء الجغرافي له علاقة بخياراتنا الجمالية في الكتابة؟
في بعض الأحيان يكون له تأثير على الإبداع جمالياً…
8. إلى أي مدى يلهمك تاريخ المغرب العربي في كتاباتك الأدبية؟
لا يلهمني كثيراً بقدر ما يلهمني تاريخ الجزائر…
9. ككاتب شاب، كيف ترى المشهد الثقافي في الجزائر اليوم؟ هل ثمة مساحة حقيقية للكتابة الصادقة؟
لا يستطيع أي أحد تفسير المشهد الثقافي…
10. هل تتعامل مع الكتابة كهواية، كملاذ، أم كمشروع حياة؟
لا كهواية ولا ملاذ ولا مشروع حياة، بل شيء يفوق ذلك…
11. من هم الكتّاب أو المفكرون الذين تركوا بصمتهم في تكوينك؟
عثمان لوصيف، بوضياف عاشور، محمود درويش، أحمد مطر…
12. كيف كانت لحظة ولادة الكتاب؟ وما التحديات التي واجهتك في نشره؟
كانت لحظة فارقة… أمّا التحديات فلم تكن صعبة.
13. هل تخشى تصنيفك ككاتب رومانسي فقط؟
لا أبداً، الحرية للقارئ…
14. ما الفرق، في رأيك، بين الحب كعاطفة، والحب كقضية تُكتب؟
الحب كعاطفة هو تجربة، والحب كقضية هو تحدٍ وجودي…
15. أخيرًا، ماذا تقول للقارئ الذي حمل “البقاء للحب” بين يديه؟ وماذا ننتظر منك بعد هذا الإصدار الأول؟
أقول للقارئ: لا تلمني، إن رأيت ألمي فيه… والقادم ديوان شعر عمودي بعنوان “وحي من حكمة الغيمات”.
16. أحمد حركات في جملة؟
شخص يحب العيش على راحته.
خاتمة الحوار:
في حضرة أحمد حركات، نحن لا نغادر الحديث كما بدأناه، بل نخرج منه مثقلين بأسئلتنا، محمّلين بشيء من الحنين، وكثير من الدهشة. هو ليس مجرد شاعر أو باحث في التاريخ، بل هو شاهد على زمنٍ يحاول فيه الحب أن يستعيد مكانته في عالم جافّ، وزمن تئنّ فيه الكلمات تحت وطأة التكرار. في “البقاء للحب”، وضع أحمد قلبه على الصفحة، وترك لنا خيطًا من الضوء لنتبعه في عتمات الذاكرة.
نغلق هذا الحوار، ولا نغلق الأسئلة التي فتحها، وننتظر القادم منه، لأنه كما قال: “قصيدتي هي أنا”، ونحن بحاجة إلى مزيدٍ من هذا “الهو” العاشق، الباحث، الصادق.
المؤسسة مجلة إيلزا الأدبية للإناث
المديرة بشرى دلهوم
الصحفية أسماء أقيس
تعليقات
إرسال تعليق