في بيتي رجل
رن المنبه على الساعة السادسة صباحاً وامتدت ذراعه ببطئ تتحسس المنبه و تسكت سمفونية متكررة مزعجة، أراد أن يعود إلى النوم متكاسلا لكن أنامل سيدة تزيل عنه الغطاء و تقرب منه منشفة و تهيأ له حماما ساخنا ثم تعود لتحضر الفطور .....إمتدت الأيادي الناعمة إلى دولاب الملابس معاودة النبش بين القطع المرتبة بعناية ثم سحبت لونين من الملابس أحدهما أبيض و الآخر أسود كالليل.....إرتعدت الأيادي على صوت خشن بالغرفة ناولته القطع و ربطت شريطا أسودا بعناية حول الرقبة ،دنت مجددا و رشت عطرا رجاليا قويا على الأكتاف و الذقن ثم هرعت نحو الباب تفتحه....سكبت الشاي برعشة بالغة ثم مدته إلى كف الرجل التي يتوسطها خاتم زواج فضي ،أزاحت عنه الجريدة جانبا و قدمت طبق الزبدة و العسل و قطع الخبز الساخن .....نهضت مسرعة إلى المنضدة بجانبه جرت الدرج و أخرجت علبة سجائر ،بحثت عن الكبريت ثم عادت مناولة الرجل المتجهم سيجارة وأشعلت الكبريت بإرتباك ثم قربته من فم الرجل،يسحب غيمة دخان ثم ينفثها في وجه ذات اليدين الناعمتين و أغلق الباب من وراءه ساحبا إياه برجله ثم غاب في الزحام.
عادت الأيادي الناعمة لتدير اسطوانة موسيقية شرقية ناعمة وعلى أوتار العود الحالمة كتبت رسالة وقعتها ببصمة قلب أحمر ثم دنت من دولاب الملابس منتقية فساتين وردية وقمصان بيضاء شفافة وأحذية بكعب عال وقبعات بريشة أنثوية ،رتبت الملابس في حقيبة وكتمت صوت العود الجميل ماسحة بيدها أطراف الأسطوانة ومرجعة إياها إلى الدرج، وضعت الرسالة بجانب المرآة الكبيرة في مدخل البيت ووضعت عليها مفاتيح زنزانة ثم خرجت من غير رجوع.
تأليف خديجة صلاح
تعليقات
إرسال تعليق