أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا لا ندع ذاك التفكير القديم المريض والغير قادر على النهوض ليلفظ أنفاسه الأخيرة. بقلم جويدا ثلجة

لماذا لا ندع ذاك التفكير القديم المريض والغير قادر على النهوض ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
كي يولد الجديد حاملاً معه ثقافة التسامح والسلام وحرية الاعتقاد والمواطنية ونبذ التطرف والإrهاب

كتبت عضو مجلس الشعب السابق جويدة ميخائيل ثلجة في مقالة لها بعنوان :مالذي يجمعنا ؟

                         ما الذي يجمعنا ؟؟؟
ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا لنبحث عما يجمعنا قبل أن نبحث عما يفرقنا لنعمل على إرساء ما يجعلنا يد واحدة متشابكة فاليد الواحدة المالكة للخمسة القابضة والمتشابكة مع الخمسة الأخرى أقوى من اليد الهزيلة الضعيفة الواحدة لماذا نذهب بحالنا إلى التشظي ونحن نمتلك القوة لماذا نقوم بقطع الاصابع اصبعاً تلو الآخر لإضعاف اليد الواحدة بدلاً من السماح لها بأن تكون قوية ممسكة بأختها.
إن ما يجمعنا هو الإنسانية وتلك الصورة الجميلة التي خلقنا عليها جميعاً دون تمييز أو تفرقة ولكن إن انعدمت ماذا يحل بنا فالإنسانية تلك الصفة التي انوجدت فينا لكى تميزنا عن باقي المخلوقات وهي ليست تهمة بل هي نعمة لمن سكنت فيه فحاملها يتمتع بالأخلاق الكريمة والصادقة المتجلية في أفعاله فلنعمل على إعادة البوصلة إلى مستقرها الحقيقي ولنستشعر جميعاً بخطورة حيادها عن مستقرها الأساسي.
الإنسانية تذهب إلى غير رجعة عندما لا تجد البيئة المناسبة لتنمو بها ولا تجد من يرعاها ويعتني بها ويغذيها ويسقيها ستموت مغادرة ومعلنة الحداد على الإنسان المكتسي السواد لقلبه بعد المغادرة ليصبح قلباً جاحداً قاسياً لا رحمة فيه وحينها يتحول العيش إلى مجرد تلك الغرائز الحيوانية المتحكمة في ذلك الحيوان المفترس في تلك الغابة ففيها القوي يأكل الضعيف فلما لا نبحث عنها ونغذيها ونرعاها ونكون إنسانيون هؤلاء الذين يحترمون شخصية وكرامة اخوانهم بني البشر فالأخوة الإنسانية تربط كل البشر جامعة ما يمكن أن تفرقه أنواع التدين المختلفة أو السياسة أو الاثنية أو الطبقية، أن تكون إنسان هي ألا تضحي بأخوك الانسان للوصول إلى هدفك ومبتغاك والتحلي بالقيم الإنسانية المتمثلة بالصدق والاحترام والوفاء بالعهد وجبر الخواطر والعطف و المساواة والعدل ومساعدة الضعيف وإنقاذ الأرواح...... والعديد من الصفات الإنسانية التي تعزز الكرامة الإنسانية في خضم الكوارث الطبعية أو التي هي من صنع الإنسان كالحروب والصراعات. 
فالأخوة الإنسانية تعزز التضامن المجتمعي في مواجهة التحديات عن طريق إرساء قيم السلام بدلاً من التناحر و التشرذم فالمجتمع لا ينهض ولا يتقدم دون وجود المبادئ، والقيم الإنسانية تلك الركائز التي تعتبر وتعد حجر أساس ليكون ناجحاً ويتحقق فيه العدل والمساواة ونبني مجتمع فيه كل فرد ملتزم بحقوقه وواجباته تجاه الأفراد الآخرين يسود المجتمع الأمن والأمان ونبذ الكراهية والعنف ونقل الجريمة بين أفراد المجتمع لماذا لا ندع ذاك التفكير القديم المريض والغير قادر على النهوض ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
كي يولد الجديد حاملاً معه ثقافة التسامح والسلام وحرية الاعتقاد والمواطنية ونبذ التطرف والإrهاب.
 واليوم علينا جميعاً تحمل المسؤولية دون استثناء وعلى كافة المستويات التعليمية والثقافية والإعلامية والفنية والمجتمعية لإرساء تلك القيم الإنسانية ونردم تلك الهوة التي فاقمت الفقر والقهر ونحافظ على وطننا سليماً معافى.

                                                         جويدا ثلجة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب محاربة الفيبروميالجيا

محاربة الفيبروميالجيا.pdf الكاتبة خولة بوزياني المدققة اللغوية: بشرى دلهوم إعداد وإشراف : بشرى دلهوم الناشرة مجلة إيلزا الأدبية للإناث الطبعة الأولى: 2024

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...