التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بحث أكاديمي : التحليل السيميائي لغلاف رواية "زانيا"للكاتبة مكاحلي زينة من إعداد: الأستاذة بشرى دلهوم الجزائرية

 بحث أكاديمي : التحليل السيميائي لغلاف رواية "زانيا"

إعداد: الأستاذة بشرى دلهوم الجزائرية 

مقدمة: يعد الغلاف واجهة النص، وجزءًا لا يتجزأ من نظامه الدلالي. إنه العنصر الأول الذي يتعامل معه القارئ، وفيه تتقاطع عدة رموز وعلامات بصرية ولسانية تشكل أفق انتظار المتلقي. وفي هذا السياق، سنتناول بالتحليل السيميائي غلاف رواية "زانيا" للكاتبة مكاحلي زينة، عبر محاور تشمل البعد اللغوي، البصري، الإيقوني، مع تتبع الدلالات النفسية والاجتماعية والرمزية التي يبثها الغلاف الأمامي والخلفي.



1-صاحبة رواية " زانيا " :

الكاتبة الروائية مكاحلي زينة من دائرة الميلية ولاية جيجل،ولدت بني فرقان بدائرة الميلية، متحصلة على بكالوريا لغات أجنبية ،كما تحصلت على ليسانس وماستر أدب عربي ولدي شهادات أخرى ،كما كنت أمارس هوايات عديدة احبها من بينها الرسم حيث اني كنت شغوفة جدا برسم الاميرات والأزهار ،لكن لم أطور من موهبتي بعدما كانت موهبتي الأقرب هي الكتابة حيث خصصت جل وقتي لها ،فكان القلم والورقة جزء لا يتجزأ من يومياتي التي أسرد فيها كل أسراري ،كما كانت قراءة الكتب ايضا من بين الهوايات التي احبها كثيرا ،أعمل استادة في اللغة العربية في مدرسة خاصة.شاركت في العديد من المتلقيات والنوادي الأدبية ومعارض في ولاية جيجل .كما شاركت ايضا في المعرض الدولي للكتاب الطبعة السابعة والعشرون.وأيضا لدي الكثير من المؤلفات المشتركة المنشورة سواء في كتب او جرائد اومجلات .ومؤلفة لثلاث روايات ،الرواية الاولى بعنوان "زانيا"
الرواية الثانية "ساعة محمد اكوا السحرية "
الرواية الثالثة "عشرون سنة للوراء ـــ هواجس ثلاثينية".


2- سيمياء الغلاف في رواية" زانيا "للكاتبة مكاحلي زينة الجزائرية : 

الغلاف الأمامي :

أولاً: البُعد اللغوي (العنوان والنصوص)

1. العنوان "زانيا": يحمل العنوان شحنة دلالية صادمة لتقاطعه الصوتي مع كلمة "زانية"، وما تحمله من حمولة ثقيلة دينيًا وأخلاقيًا في الوعي الجمعي. هذا التقاطع ليس عفويًا، بل يوحي بنية الكاتبة في استفزاز المتلقي وكسر الصورة النمطية للمرأة المتهمة أخلاقيًا. وتكثف طريقة الكتابة (الخط الأسود البارز على خلفية صفراء) من هذا التوجه التمردي.


2. كلمة "رواية" داخل دائرة حمراء: الدائرة الحمراء تشكل رمزًا للدم أو الخطر أو الحب، وهي إيحاءات تفتح أفق التلقي نحو رواية مليئة بالصراعات والتوترات العاطفية والاجتماعية.


3. اسم الكاتبة: كُتب بخط صغير أعلى الغلاف، مما يعكس أولوية للعنوان كعلامة دلالية رئيسة، مع ميل واضح لإبراز النص على حساب الشخص.



ثانيًا: البُعد البصري (الصورة والخلفية)

1. صورة المرأة من الخلف: امرأة ترتدي قبعة وتواجه الحقل – تموضعها بهذا الشكل يفتح دلالة على الغموض، الهروب، أو الحلم بالمستقبل. عدم مواجهة القارئ يعزز الإحساس بالابتعاد أو الانقطاع، بينما الشعر الأشقر والفستان الأبيض يخلقان مفارقة حادة مع العنوان، ما يعمّق التوتر الدلالي.


2. الخلفية الصفراء: اللون الأصفر يوحي بالحيوية من جهة، وبالقلق والاضطراب من جهة أخرى، وهو ما يتوافق مع الحالة النفسية المتذبذبة للشخصية المحورية.


3. الطيور في السماء: رمز للحرية والانعتاق أو الحلم بالتحليق، وقد تحمل دلالة على الروح التائقة للخلاص من القيود الاجتماعية أو الذكريات المؤلمة.



ثالثًا: البُعد الإيقوني (الرموز والعلامات)

1. علامة دار النشر "قصر الرواية 451": الرقم 451 يحيل إلى رواية "فهرنهايت 451" لري برادبري، التي تناقش موضوع الرقابة وحرية التعبير، ما يوحي بأن رواية "زانيا" قد تقترب من كسر المحظورات ومساءلة السائد.



الغلاف الخلفي:

1. العنوان المتكرر: تكرار اسم "زانيا" على الغلاف الخلفي يعمّق التثبيت الدلالي ويؤكد مركزية الشخصية/الرمز.


2. الخلفية الصفراء والنصوص: استمرار الخلفية الصفراء يعزز الانسجام البصري، بينما النصوص المكتوبة تعبّر عن صراع داخلي: كلمات مثل "خذلان، دموع، غدر، وهم" تدل على تراجيديا عاطفية.


3. اللغة: اعتماد أفعال مثل: "كانت"، "أصبحت"، "تفكر"، يشي بصراع زمني داخلي بين ماضٍ جميل وحاضر مثقل بالفقد.


4. الخطاب: النص يأخذ شكل مونولوج داخلي أو اعتراف، مما يجعلنا نتوقع سردية اعترافية بضمير المتكلم أو الغائب القريب.



خاتمة: الغلاف الأمامي والخلفي لرواية "زانيا" ليس مجرد وعاء خارجي، بل نص موازي يؤطر القراءة ويشحنها مسبقًا بمعاني الرفض، الغموض، والانكسار. اختيارات الكاتبة اللغوية والبصرية والإيقونية تدل على وعي جمالي وسيميائي بتوجيه نظرة المتلقي، مما يضفي على التجربة القرائية طابعًا تأويليًا عميقًا.

معجم مفردات:

1السيميولوجيا: علم العلامات والرموز ودلالاتها.

2التوتر الدلالي: حالة من التناقض أو المفارقة بين عناصر المعنى.

3النص الموازي: نصوص مرافقة للنص الأدبي (كالعنوان، الغلاف، الإهداء...) تؤثر في فهم القارئ.

4الاعترافية: نمط من السرد يقوم على البوح أو الفضفضة الشخصية.

5أفق التلقي: التوقعات المسبقة التي يُكوّنها القارئ حول النص.


المراجع:

1. رولان بارت، "مبادئ في علم الأدلة (السيميولوجيا)", ترجمة: فريال جبوري، دار الفارابي، بيروت، 2000.


2. أحمد يوسف، "مدخل إلى السيميولوجيا"، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2003.


3. عبد السلام المسدي، "علم العلامات اللسانية"، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1990.


4. محمد مفتاح، "تحليل الخطاب الشعري: استراتيجية التناص"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1992.


5. كريستيان ميتر، "التحليل السيميولوجي للنصوص"، ترجمة: سعيد بنكراد، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 2004.



6. عز الدين، محمد: التحليل السيميائي. الجزائر: دار الهدى، 2008، ص. 52.


7. يوسف، أحمد: سيميولوجيا التواصل. بيروت: دار الحوار، 2001، ص. 89.


8. بارت، رولان: خطاب العاشق. ترجمة: سعيد بنكراد. بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2005، ص. 133.


9. بورخيس، خورخي لويس: مرايا: سيرة ذاتية لسيرة العالم. ترجمة: طلعت الشايب. القاهرة: الهيئة العامة للكتاب، 1999، ص. 76.


10. معجم المعاني الجامع: "التحليل السيميائي"، www.almaany.com.


11. الجاحظ: البيان والتبيين. القاهرة: دار الفكر العربي، 2004، ص. 215.


12. يوسف، نوال: "التلقي البصري وأثره في تشكيل المعنى"، مجلة اللغة والآداب، جامعة قسنطينة، العدد 14، 2019، ص. 63.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf