لو كنتُ أنا من تاه

لكلّ طريق علامات،
لكلّ ساعٍ أمل،
ولكلّ تائه… شيء يبحث عنه.
لكن، ماذا لو كنّا نظن أننا نبحث،
بينما نحن من يتآكل في منتصف الطريق؟
---
ويحي…
هل تهتُ في هذه الغابة؟
أدور في دوائر لا تنتهي،
أبحث عن مخرج، عن بصيص هداية.
قررت أن أترك إشارات لئلّا أضيع أكثر…
علّقت قطعة من ثوبي الجديد على غصن،
وربطت خصلة من شعري الأسود على جذع شجرة.
لا بأس إن تلف شعري، المهم أن أصل.
لكن التعب استقرّ في روحي،
فسقيت وردةً عابرة بدمعةٍ من عينيّ الذابلتين،
وغنيت… غنيت كي أنسى الوقت،
كي لا أستسلم للخذلان،
لكن صوتي بَحَّ، وذاب مع الريح.
نزفت…
تركت من دمي أثرًا على الأشجار،
فإذا بها تزهر وردًا أحمر…
جمالٌ صامت، لا يخفّف وطأة الوهن.
وها هو النهر… قريب،
أكاد أصل،
لكنني ضعيفة،
ملابسي ممزّقة،
وعيناي لا تبصران جيدًا،
ولا أحد هنا ليسندني.
كم مضى من الوقت؟
كم تاهت خُطاي؟
نظرت إلى صفحة الماء…
ذاك انعكاسي…
غريبٌ، متعب، لم أعد أعرفه.
لقد تغيّرت،
أضعت نفسي في زحمة البحث،
ونسيت أن أتنفّس،
أن أتذوّق ثمار هذه الغابة.
لكن…
رغم الذبول، رغم التعب،
تركت أثرًا،
ورسمت طريقًا لغيري.
فهل كان يكفي أن أجد الطريق…
لو كنتُ أنا من تاه؟
عبير. ال عبد الله
تعليقات
إرسال تعليق