يا زهرة الصحراء ويا نجمة الأطلس،
يا بنات الجزائر... يا سيّدات الكبرياء المطلق.
أنّى سارت قوافل الحُسن،
وأنّى تفاخرت النساء بزهو المظهر وبريق الحُلى،
ظلت فتيات الجزائر تاجًا لا يُدانى،
سرّهن في عروق الأرض، وفي دم الشهداء، وفي زفرة الريح التي لا تنحني إلا لوجه الله.
فتيات الجزائر...
في عيونهن تقرأ أنفة الجبال،
وفي ضحكتهن يبرق وعدُ المطر،
وفي مشيتهن تختال الأرض كأنها ترتل نشيد السيادة.
ليست أنوثتهن سُكونًا ولا دعة،
بل نُضجٌ وشموخ، كأن كل فتاةٍ منهن قد عركتها الأيام،
فنضجت كبذرة تحت صقيع الشتاء، لا تُزهر إلا حين تكون الزهرة ملكة على الغصن، لا تابعًا له.
في حديثهن، لحنٌ من حزم، ووشوشة من حكمة.
وفي صمتهن، قلاع لا تفتح إلا لمن عرف أن يطأ الأرض وقلبه خاشع أمام السمو.
فتيات الجزائر...
هنّ من إذا مشت إحداهن، احترمتها الشمس،
وإذا جلست، صمتت الرياح إجلالًا،
وإذا أحبّت، كان حبها حصنًا، لا نزوة عابرة.
فكيف يُقارَن بهنّ نساء الأرض؟
وهل يقاس الذهب بالماء، أو تنافس القمم السفوح؟
طوبى للأرض التي أنبتتهن،
وطوبى للزمان الذي أهدانا هذا النسل الكريم...
ففي كل واحدة منهن، قصة بطولة،
وفي كل طرفة عين، ألف وعد بالنصر.
الدكتورة نادين الشافعي/جدة
تعليقات
إرسال تعليق