#غزة…
في غزة،
لا كهرباء، لا أدوية، لا غذاء، لا مأوى.
تنهار الجدران وتبقى الأرواح شامخة،
تسكن عيونُ القوّة وجوهَ البراءة،
وأطفالها يحملون ملامح الشمس رغم العتمة.
في غزة، الصبر ليس كلمة،
بل هو هواءٌ يتنفسه الناس،
وشاحٌ على أكتاف الجدّات،
دمعةٌ حارّة لا تسقط إلا لله.
شِعارهم: “لا إله إلا الله”
ونصرهم: وعدُ الله… ولو بعد حين.
في غزة، تجردوا من كل شيء إلا الكرامة،
تعرّوا من الرفاهية، من الهدوء، من الحياة العادية،
لكنهم تمسكوا بوطنهم كما تُمسك الجذورُ بتربةٍ عطشى.
يُولد الإنسان في غزة حُرّاً…
حتى لو وُلد تحت القصف، بلا سقف،
يكبر وفي عينيه راية، وفي قلبه قُدس، وفي كفّه حجر.
غزة لا تُهزم…
لأن فيها شعباً لا يعرف الانكسار،
ولا يبيع الكرامة،
ولو جاع، ولو نزف، ولو احترق الضوء من حوله.
غزة… تخلى عنها كل العالم
تخلّى عنها القريب قبل البعيد،
أغلقوا الحدود، أداروا الوجوه، صمّوا الآذان.
تركتها الأرض وخابت بها السماء، لكن الله ما غاب.
كأنها نُزعت من خارطة الإنسانية،
كأن العالم كله اتفق أن لا يراها،
أن لا يسمع بكاءها، أن لا يُسجّل وجعها.
تُقصف البيوت، تُمحى الأحياء،
يُكتب على الشاشات: “عاجل”،
ثم يُنسى كل شيء بعد دقائق.
غزة وحدها…
تدفن شهداءها بيديها،
تبكي على الأطلال، ثم تمسح دمعها وتواصل الحياة.
تخلى عنها العالم،
لكنها لم تتخلَ عن نفسها، ولا عن أرضها، ولا عن السماء.
في غزة، لا ينتظرون نصراً من مؤتمرات،
ولا شفقة من نشرات الأخبار.
في غزة…
النصر يُولد من تحت الركام،
من دعوة أم، من صبر شيخ، من دمعة يتيم،
من حجر صغير يواجه دبابة.
غزة لا تحتاج العالم…
بل العالم هو من يحتاج أن يتعلّم منها: معنى الكرامة.🇵🇸🇵🇸🇵🇸🇵🇸🇵🇸🇵🇸🇵🇸سلام #غزةـتباد
أسماء أڤيس/الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق