متعبةٌ روحي... كأنني سرتُ حافيةً على جمر الذاكرة ألف عامٍ من عمرٍ لم أعيشه،
أحمل على ظهري حقيبةً من الخسارات الصغيرة،
ونسخةً قديمة من نفسي، كنتُ أحبّها أكثر مما ينبغي...
لكنني فقدتُها في زحمة الأيام،
ونسيتُ، ذات وجع، أين وضعتها.
أراني كثيرًا في أحلامي، لا كما أنا، بل كما كنتُ قبلي،
كأنني امرأةٌ خرجت من كواليس زمنٍ آخر،
تجلس تحت شجرة كرزٍ،
تزهر بتلاتها البيضاء في أواخر الربيع،
حين لا ينتظرها أحد،
ولا يحتفل بها العابرون.
تُخبرني الشجرة، دون أن تنطق،
أنني أنتمي إلى عمقها أكثر مما أنتمي لهذا العالم،
أن جذوري ليست هنا، بل في مكانٍ سحيقٍ لا أعرف اسمه،
ربما كنتُ شجرةً ذات حياة، أو امرأةً نذرت قلبها للرحيل دون وجهة.
ثمة شعورٌ غريب يسكنني هذه الأيام،
كأنني لستُ هنا...
بل أعيش بنصف جسد، ونصف وعي، في عالمٍ غير هذا العالم،
أراقبني من بعيد،
وأتساءل:
من هذه المرأة التي ترتدي ملامحي وتمضي؟
من هذا القلب الذي لم يعد يدهش بشيء،
ولا يفيض كما كان؟
ثمة وحدةٌ صامتة، لكنها ليست قاتلة،
بل تشبه تلك الصداقة السرية بين الأرواح والسماء،
حين لا يعود الحزن عدوّك،
بل رفيقك الذي يمشي بصمت،
ويربت على كتفك ليلاً،
كي لا تنامي وحدك تمامًا.
#كنت_هناك_ذات_ربيع
#سيرين
تعليقات
إرسال تعليق