التخطي إلى المحتوى الرئيسي

متعبةٌ روحي للكاتبة سرين لينا

متعبةٌ روحي... كأنني سرتُ حافيةً على جمر الذاكرة ألف عامٍ من عمرٍ لم أعيشه،
أحمل على ظهري حقيبةً من الخسارات الصغيرة،
ونسخةً قديمة من نفسي، كنتُ أحبّها أكثر مما ينبغي...
لكنني فقدتُها في زحمة الأيام،
ونسيتُ، ذات وجع، أين وضعتها.

أراني كثيرًا في أحلامي، لا كما أنا، بل كما كنتُ قبلي،
كأنني امرأةٌ خرجت من كواليس زمنٍ آخر،
تجلس تحت شجرة كرزٍ،
تزهر بتلاتها البيضاء في أواخر الربيع،
حين لا ينتظرها أحد،
ولا يحتفل بها العابرون.

تُخبرني الشجرة، دون أن تنطق،
أنني أنتمي إلى عمقها أكثر مما أنتمي لهذا العالم،
أن جذوري ليست هنا، بل في مكانٍ سحيقٍ لا أعرف اسمه،
ربما كنتُ شجرةً ذات حياة، أو امرأةً نذرت قلبها للرحيل دون وجهة.

ثمة شعورٌ غريب يسكنني هذه الأيام،
كأنني لستُ هنا...
بل أعيش بنصف جسد، ونصف وعي، في عالمٍ غير هذا العالم،
أراقبني من بعيد،
وأتساءل:
من هذه المرأة التي ترتدي ملامحي وتمضي؟
من هذا القلب الذي لم يعد يدهش بشيء،
ولا يفيض كما كان؟

ثمة وحدةٌ صامتة، لكنها ليست قاتلة،
بل تشبه تلك الصداقة السرية بين الأرواح والسماء،
حين لا يعود الحزن عدوّك،
بل رفيقك الذي يمشي بصمت،
ويربت على كتفك ليلاً،
كي لا تنامي وحدك تمامًا.

 #كنت_هناك_ذات_ربيع

#سيرين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf