أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار صحفي مع الكاتب محمد رمضان أمين المصري مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث الجزائرية

مقدمة
حين تلتقي التجربة الروحية بالخيال الأدبي، يولد صوت استثنائي مثل محمد رمضان أمين. بين آياتٍ يحفظها عن ظهر قلب وخطبٍ يلقيها على المنبر، وبين رموزٍ يستنطقها في الأحلام وشخصياتٍ ينحتها في الروايات، تشكلت ملامحه ككاتب يرى في الكلمة رسالة ومسؤولية. في هذا اللقاء مع مجلة “إيلزا”، يأخذنا أمين عبر محطات حياته، لنكتشف كيف تحوّلت رحلته مع القرآن والخطابة وتفسير الأحلام إلى معبر أدبي عميق، وكيف أصبحت رواياته مرايا تعكس الإنسان، وأحلامه، وأوجاعه
لنغوص في عالم محمد رمضان أمين
الاديب المصري الصاعد صاحب الحرف السامق السؤال الأول:
حفظك للقرآن الكريم بالروايات العشر المتواترة رحلة علمية وروحية فريدة… كيف انعكست هذه التجربة على طريقتك في السرد الأدبي وبناء الشخصيات؟
الإجابة: علّمني القرآن أهمية العمق والتأمل في كل كلمة ومفهوم، وهذا ما أطبّقه في سرد القصص. أصبحت أُولي اهتمامًا لكل تفصيل صغير في النص، وأحرص على أن تكون الكلمات ليست مجرد حروف بل معاني تحمل أبعادًا إنسانية وروحية. تنوع الروايات القرآنية جعلني أُدرك قيمة الاختلاف والتعددية. لذلك، عند بناء الشخصيات، أحرص على أن تكون متنوعة ومعقدة، بحيث تعكس الطيف الواسع للإنسانية. كل شخصية لديها أبعاد نفسية وروحية تعبر عن تعقيدات الواقع، وهذا يضفي واقعية وصدقًا أكبر على القصص. أهدف دائمًا لأن تكون أعمالي الأدبية ليست فقط للتسلية، بل لتوصيل رسائل عميقة تُلهم القارئ وتحفّزه على التأمل والتغيير.
السؤال الثاني:
بدأت الخطابة منذ الخامسة عشرة، ماذا تعلمت من مواجهة الجمهور مبكرًا، وهل ترى أن المنبر كان تدريبك الأول على الكتابة الإبداعية؟
الإجابة: من خلال الخطابة، تعلمت قوة الكلمة وأثرها الكبير في تحريك المشاعر وتغيير الأفكار. أدركت أن للكلمة مسؤولية، وأن كل حرف يخرج من فم الخطيب قد يُلهم، يُحفّز أو يُغيّر. هذا الفهم العميق لقوة التعبير انعكس على كتاباتي، حيث أصبحت أكثر وعيًا بالاختيار الدقيق للكلمات، وكيف يمكن لها أن تترك أثرًا دائمًا في القارئ. ثانيًا، الخطابة منحتني الثقة في مواجهة الجمهور، وكشفت لي أهمية التواصل المباشر مع الآخرين. تعلمت كيفية بناء علاقة مع الجمهور وفهم احتياجاته، وهو ما ساعدني لاحقًا في تطوير الشخصيات الأدبية التي أكتب عنها لتكون قريبة من الواقع ومتصلة بمشاعر القرّاء. ثالثًا، يمكنني القول بأن المنبر كان بالفعل تدريبًا أوليًا على الكتابة الإبداعية. الخطابة تتطلب تنظيم الأفكار، القدرة على السرد، وإيصال الرسالة بشكل مؤثر. هذه العناصر كانت اللبنة الأولى التي وضعتها في كتاباتي لتكون مليئة بالمعنى وممزوجة بتجارب إنسانية حقيقية. لذلك، تجربة الخطابة في سن مبكرة كانت نقطة انطلاق نحو احترافي الكتابة، حيث تعلّمت أن أكون صوتًا لمن لا يستطيع التعبير، تمامًا كما كنت على المنبر صوتًا ينقل القيم والمبادئ للجمهور.
السؤال الثالث:
في تفسير الأحلام تعتمد على الكتاب والسنة… كيف أثرت قراءتك الرمزية للأحلام على قدرتك على نسج الرموز والدلالات في رواياتك؟
الإجابة: تفسير الأحلام بالاعتماد على الكتاب والسنة كان تجربة ثرية ومؤثرة في تشكيل قدرتي على نسج الرموز والدلالات في الروايات. الأحلام، بطبيعتها، تحمل طابعًا رمزيًا عميقًا، حيث تختبئ المعاني خلف الصور، وتلتقي المشاعر بالأحداث في سياق يبدو غامضًا لكنه مُحمّل بالدلالات. أولاً، تفسير الأحلام علّمني فن قراءة التفاصيل الصغيرة، وكيف يمكن لعناصر بسيطة أن تحمل معانٍ ضخمة. هذا انعكس على الروايات التي أكتبها، حيث أصبحت كل شخصية وكل مشهد جزءًا من رمزية أكبر تعكس صراعًا داخليًا أو قضية إنسانية. ثانيًا، القراءة الرمزية للأحلام مكّنتني من فهم الطبقات الخفية في النفوس البشرية، وهذا ساعدني في صياغة شخصيات معقدة تحمل عمقًا نفسيًا وروحيًا. كل رمز في الرواية لديه وظيفة، مثل الأحلام تمامًا، حيث يمكن أن يكون مفتاحًا لفهم أبعاد الشخصية أو دافعها. ثالثًا، التأثر بتفسير الأحلام جعلني أُولي أهمية للغموض في الكتابة، حيث أترك مساحة للقارئ ليتأمل ويكتشف الرموز والدلالات بنفسه. تمامًا كما يفعل المرء أثناء فك ألغاز الأحلام، فإنني أعتبر الرواية مكانًا للتفاعل العاطفي والعقلي، بحيث يشعر القارئ بأنه جزء من العملية الإبداعية. بالتالي، يمكنني القول إن تفسير الأحلام منحني نافذة لفهم الرموز كوسيلة للتعبير وأداة لتعزيز التأمل في الروايات التي أكتبها، مما يضيف لها عمقًا وجاذبية خاصة.
السؤال الرابع:
روايتك “ساقط قيد” تتناول الخلافات الزوجية بطريقة أدبية… هل ترى أن الرواية يمكن أن تكون علاجًا اجتماعيًا أكثر مما هي مجرد عمل فني؟
الإجابة: بالتأكيد، أرى أن رواية مثل "ساقط قيد" يمكن أن تتجاوز كونها مجرد عمل فني لتصبح أداة علاج اجتماعي. الأدب، بطبيعته، يحمل في طياته القدرة على التأثير في الأفراد والمجتمعات بشكل عميق، وذلك لما يقدمه من تجارب إنسانية تسلط الضوء على مشكلات واقعية وتدعو إلى التأمل فيها. في "ساقط قيد"، سعيت إلى معالجة الخلافات الزوجية بطريقة تُبرز التعقيدات العاطفية والنفسية التي يعيشها الأزواج. بدلاً من تقديم حلول مباشرة، تُظهر الرواية الجانب الإنساني للصراعات، وتجعل القارئ يرى نفسه أو مشاعره في شخصيات الرواية. هذا النوع من الأدب يفتح نافذة للتفاهم والتعاطف، سواء بين الأزواج أو في المجتمع ككل. الرواية تُظهر أن الخلافات ليست مجرد صراع بين طرفين، بل هي نتيجة لعوامل أعمق مثل التوقعات غير الواقعية، الضغوط النفسية، والصمت العاطفي. من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا، يمكن للأدب أن يقدم وسيلة لفهم الآخر ولإيجاد لغة مشتركة تُسهم في تخفيف التوتر وإصلاح العلاقات. لذلك، أؤمن بأن الرواية يمكن أن تكون بمثابة مرآة مجتمعية تعكس الواقع وتدعو للتغيير. كما أنها تمنح القارئ فرصة للتفكير الذاتي، مما يجعلها أداة قوية للتوعية والإصلاح الاجتماعي بجانب قيمتها الفنية. الأدب يبقى أحد الوسائل الأكثر تأثيرًا لجعل القضايا الصعبة قابلة للفهم والنقاش.
السؤال الخامس:
“حيفا” رواية بوليسية عن شخصية حقيقية (د. يحيى المشد) … كيف توازن بين الالتزام بالتاريخ وبين ضرورات الدراما عندما تكتب عن وقائع مستندة إلى شخصيات واقعية؟
الإجابة: كتابة رواية مثل "حيفا"، التي تستند إلى شخصية حقيقية كالدكتور يحيى المشد، تُعد تحديًا يتطلب موازنة دقيقة بين الالتزام بالتاريخ وضرورات الدراما. عندما أكتب عن وقائع مستندة إلى شخصيات واقعية، أحرص على تحقيق هذا التوازن من خلال عدة خطوات:
1. احترام الحقائق التاريخية: أبدأ بجمع كل المعلومات الموثقة المتعلقة بالشخصية والحقبة الزمنية، لضمان الحفاظ على مصداقية الرواية. هذا يمنح العمل الأدبي أساسًا صلبًا يستند إلى الواقع، ويجعل الأحداث والشخصيات مقنعة للقارئ.
2. إبداع المساحات الدرامية: في الرواية، يمكن استخدام الدراما كوسيلة لتسليط الضوء على تفاصيل الحياة الداخلية للشخصية، وهو ما يصعب العثور عليه في التوثيق التاريخي وحده. هنا تأتي حرية الكاتب في نسج المشاعر، الصراعات النفسية، والأبعاد الإنسانية، لتكملة الصورة التاريخية وإثراء الرواية.
3. مراعاة التوازن بين المصداقية والتشويق: الالتزام التام بالتفاصيل التاريخية قد يجعل النص أقرب إلى السيرة الذاتية، في حين أن التوسع في الدراما قد يبتعد عن الحقيقة. لذا، أسعى إلى تقديم العمل كجسر يجمع بين الحقائق والخيال، حيث يستمتع القارئ بالحبكة الدرامية، وفي الوقت ذاته يشعر بروح الشخصية الحقيقية.
4. احترام الشخصية الواقعية وقيمتها: أعتمد على رسم الشخصية بطريقة تُبرز إنجازاتها وأهميتها، دون الإخلال بمكانتها أو التشويه. أحرص على تقديمها بقالبٍ إنساني يربط بين أفعالها في الحياة الواقعية وبين تأثيرها في الحبكة الروائية.
5. كتابة رواية مثل "حيفا"، التي تمزج بين الطابع البوليسي العسكري والأكشن، تُعد تحديًا يتطلب تحقيق توازن دقيق بين الالتزام بالحقائق التاريخية وإضافة عناصر درامية مكثفة لإبراز الجانب التشويقي. أحرص على الحفاظ على مصداقية الأحداث والشخصيات، مع توظيف الأكشن والإثارة لخلق تجربة مشوقة تجذب القارئ وتبرز تعقيدات الصراعات المحيطة بالقصة. بهذا، تجمع الرواية بين الواقعية التاريخية والحبكة الدرامية المليئة بالإثارة.
السؤال السادس:
العالم الخفي في “ساكن قبور العرش” طرح رؤى عن الشر وقوى الظلام… هل تعتقد أن الأدب يجب أن يخوض في عوالم “المسكوت عنه” حتى لو اصطدم بالمألوف؟
الإجابة: العالم الخفي الذي استعرضته في رواية "ساكن قبور العرش" هو محاولة لكشف الغموض والتعمق في الصراعات الأزلية بين الخير والشر، وبين ما هو ظاهر وما يختبئ في الظلال. لا يمكنني القول إن الشيطان هو من يحكم الآن، لكنني أؤمن أن الشر يتجلى في أوجه متعددة، ويكمن في النفوس، والسلوكيات، والأنظمة الاجتماعية التي تفتقر إلى العدالة. الأدب، بدوره، ليس مجرد مرآة لهذا الواقع، بل هو أداة لإثارته وتفكيكه.
أما فيما يخص السؤال الثاني، فأنا أرى أن الأدب هو الميدان الذي لا يعرف حدودًا. على الكاتب أن يخوض في "المسكوت عنه"، لأن مهمة الأدب ليست أن يظل في دائرة المألوف أو الآمن، بل أن يطرح الأسئلة، ويُلامس الحقائق الصعبة، ويضيء الزوايا المظلمة. عندما يتحدى الأدب المألوف، فإنه يُجبر القارئ على التفكير، ويكسر الجمود الثقافي، ويمنح الفرصة لرؤية العالم من زوايا مختلفة.
في روايتي، سعيت لتجسيد هذه الفكرة من خلال الغوص في عوالم الشر وقوى الظلام، ليس للترويج لها، بل لفهم دوافعها وآلياتها. أعتقد أن الأدب الذي يجرؤ على كشف الحقائق المخفية يُصبح أكثر قوة وتأثيرًا. فالإبداع يولد حينما نتحدى حدودنا، ونطرح ما يخشى الآخرون الخوض فيه. الأدب ليس مجرد فن، بل هو صوت الحرية والبحث عن المعنى، حتى لو اصطدم أحيانًا بما هو مألوف.
السؤال السابع:
كثير من الكتّاب يخشون الحديث عن مشاريعهم المستقبلية… ماذا يمكن أن تخبرنا عن “صولو” دون أن تفسد علينا دهشة الاكتشاف؟
الإجابة: "صولو" هي قصة مستوحاة من خيالي، تصور ملكًا عادلًا يظهر بعد عهد سيدنا نوح ليواجه شيطانًا ينشر الفساد في الأرض، في ظل وعده الشيطاني: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين". تتناول الرواية تاريخ بداية الأصنام، وتكشف عن الرواسب التي ترسخت في المجتمعات منذ ذلك الزمن وحتى يومنا هذا. الرواية قريبة إلى قلبي، لذا أفضل الاحتفاظ بالتفاصيل لدهشة اكتشاف القارئ.
السؤال الثامن:
بين الخطابة، تفسير الأحلام، وحفظ القرآن… وأخيرًا الرواية: هل تراها تجارب منفصلة أم حلقات لسلسلة واحدة تصنع “محمد رمضان أمين” الذي نراه اليوم؟
الإجابة: أرى أن هذه التجارب ليست منفصلة، بل هي حلقات مترابطة في سلسلة واحدة، تُكوّن هويتي الأدبية والشخصية بشكل متكامل:
• حفظ القرآن الكريم: منحني فهمًا عميقًا للكلمات وأثرها، وزودني بقدرة على التأمل والاهتمام بالتفاصيل، مما انعكس على بناء الشخصيات والسرد الأدبي.
• الخطابة: علمتني قوة الكلمة وأهمية اختيارها بعناية للتأثير في الجمهور، بالإضافة إلى تنظيم الأفكار وبناء العلاقة مع المستمعين، مما أسهم في تطوير أسلوبي في الكتابة الإبداعية.
• تفسير الأحلام: أضاف لي فهمًا رمزيًا للمعاني وأبعادًا نفسية عميقة في نسج الروايات، حيث أصبحت الرموز وسيلة لتعزيز التأمل وفتح آفاق فكرية للقارئ.
• الرواية: هي المحطة التي تجمع كل هذه التجارب، حيث أستخدم ما تعلمته من القرآن والخطابة وتفسير الأحلام لإبداع نصوص أدبية تعكس الواقع وتُلهم القارئ.
بهذا، أعتبر هذه التجارب جزءًا من رحلة متكاملة تُشكّل “محمد رمضان أمين” كما أراه اليوم، بحيث يغذي كل جانب منها الآخر، ويصنع صوتًا أدبيًا مميزًا.
السؤال التاسع:
عندما تصعد المنبر، تكون خطيبًا ينذر ويحذر… وعندما تكتب رواية، تكون راوٍ يسرد ويغوي… كيف تتنقل بين هاتين الشخصيتين؟
الإجابة: عندما أصعد المنبر، أتحمل مسؤولية إيصال رسالة واضحة ومباشرة تركز على التوجيه الأخلاقي، باستخدام الحجة والإلهام لنقل المضمون الفوري. أما في الكتابة الروائية، أتحول إلى راوٍ يغوي القارئ لمتابعة القصة واكتشاف رموزها ومعانيها بنفسه، باستخدام أسلوب غير مباشر يخلق مساحة للتأمل والاكتشاف. التنقل بين هاتين الشخصيتين هو تكامل طبيعي. فكلاهما يعتمد على الكلمة بأساليب متنوعة: الخطابة لتحقيق الأثر المباشر، والرواية لتقديم عمق فني يلامس العقول والمشاعر.
السؤال العاشر:
لو أتيح لك أن تفسر “حلم المجتمع العربي” عبر عمل روائي… ماذا سترى في هذا الحلم؟ وإلى أين ستقودنا قصته؟
الإجابة: "حلم المجتمع العربي" هو رؤية رمزية للتطلعات نحو العدالة والحرية والنهضة، وسط صراعات داخلية وخارجية معقدة. في الرواية، يُجسد الحلم كمدينة مضيئة تسكنها شخصيات تمثل قيمًا كالأمل والطموح والشجاعة. تواجه المدينة تحديات مرتبطة بميراث الماضي والصراعات الخارجية، لكنها تستمر في مقاومة التحديات لتحقيق الحلم. النهاية ترمز إلى بقاء الحلم، مثل طائر العنقاء الذي يولد من الرماد. ستكون القصة دعوة للتأمل والعمل الجماعي لتحقيق تطلعات المجتمع العربي.
السؤال الحادي عشر:
محمد رمضان في جملة واحدة؟
الإجابة: (رمضان أمين – والدي أعز ما أملك في الدنيا أطال الله بقاءه).
السؤال الثاني عشر:
كلمة أخيرة للقراء ولمجلة "إيلزا"؟
الإجابة: رسالتي لكل عاشق للكلمة: الكتابة ليست فقط تعبيرًا عن الذات، بل جسر يمتد بين العقول والقلوب، يخلق حوارًا بلا حدود. أدعوكم للبقاء شركاء في هذه الرحلة الإبداعية، ولمنح النصوص فرصة لاستفزاز أفكاركم وتحريك مشاعركم. لمجلة "إيلزا"، شكري العميق لدعمكم للإبداع الأدبي وتعزيز الحوار الثقافي. أنتم أكثر من نافذة إعلامية؛ أنتم شركاء في تكوين ملامح الفكر. أتمنى لكم مزيدًا من التألق والاستمرارية، ولمجتمع الأدباء والقراء كل الحب والتقدير.
الخاتمة:
بين التأمل والكلمة، بين النص والخطاب، وبين الرمز والواقع، يمضي محمد رمضان أمين في رحلته الأدبية وكأنه ينسج على مهل خريطة للروح الإنسانية. في حديثه لمجلة “إيلزا”، كشف لنا كيف أن كل تجربة خاضها كانت لبنة في بناء رؤيته الأدبية المتفردة، وكيف أن الرواية بالنسبة له ليست مجرد حكاية تُروى، بل رسالة تُحمل وتأمل يُبعث. ومع إيمانه العميق بأن الأدب قادر على التغيير وإضاءة الزوايا المعتمة، يواصل محمد رمضان أمين رسم ملامح عالم أدبي يتسم بالصدق، والشجاعة، والبحث الدائم عن المعنى.

المؤسسة : مجلة إيلزا الأدبية للإناث
المديرة : بشرى دلهوم
الصحفية أسماء أقيس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب محاربة الفيبروميالجيا

محاربة الفيبروميالجيا.pdf الكاتبة خولة بوزياني المدققة اللغوية: بشرى دلهوم إعداد وإشراف : بشرى دلهوم الناشرة مجلة إيلزا الأدبية للإناث الطبعة الأولى: 2024

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...