تمتمت بأمانيَ وخلدت للنوم كالعصفور ، لا شئ يسري غير إرادة الله ، وللإنسان ما تمني ، سبق وقذفت والدتي بأسئلة مُنكر ونُكير ، وفحوى إجاباتها : (كُل شئ بيد الله ) فلا غُصن ينكسر لمرآب حياة إلا بإرادته ، وجوه ناعسة وأخري مُتعبة ، أُمة مُحمد تركُض ساعات بحقائبها وهمومها ، أي حرف هذا الذي أثقل رميه ؟ السيارات تختفي ، والنجوم تصمت ، السكون يعتب قرح النوادي ، والأسواق تُباع مجاناً ، ما العمل ؟ ..
سبقنا خوفنا ، وكرسنا معالينا ، وإنتعلنا بعضنا ، ملهوفين للنجاة ، خطوط تعمل وخيوط تنحل ، أفئدة دامغة ، وأجسام هزيلة ، تروي مقالاً ، هفائف غميمة ، وفصل يؤرخ ، رَصاص يغزو مرآة واقعي ، كثيبة مهيلة ، رأيتها مدينتي ، تودع سُكانها ، إجهاضها منفس ، أسرعنا لقيلنا ، لرُدهة دمنا ، سقانا الصنديد ماءَ تخففُ كنائس غفلاتنا ، بكينا في أحضانهم ، سُقمنا بالتعلق ، تكمكمت أبداننا ، ولحظة نصطف ، وأخري نودع ، ظننتها الاخيرة ، وقلبي عليها يشهدُ ، صافحتها بنظري ، كان مشغولاً بها وتري ، أصبتُ بما أصبتُ ، تكورت نفسيتي ، بكت في حيلِ أرضها ، وعمعمت جفافها ، إستلقت بفراشها ، وما عادت تُترجم ، كواها مصنفُ رمي بقربنا ضخمةُ ، صلينا وربما أخيرة ، بذكري حافية ، وندم مشفق ، عُذرينا قتيل ، وإمامنا فتِيُ ، شربنا آخر كأس ، ونُشلنا من بعضنا ، ركضُ يؤلف صيته بين الأشجار والمساجد ، هِن وحِن من أنين ، أهكذا هو الفِراق ؟ ..
أبي يودع نفسه ، في كل سيارة إسمه ، حدق توسد مأثوراً ، وهبهابة غُبر ترتمي ، وأبي يناول شارعاً ، قصيصاً عنده الأملِ ، خوفهُ مربع ، شيخهُ مُخلد ، كيانُه من عرقد ، رتبت فيه واحتي .
غلغلةُ وصاحب ، أراها مُسلمة ، عبيدها مؤيدين ، ولخُلقهم حافظين ، أسدلتُ شالي مرة ،خففت من ملابسي ، إحتسيت كوب قهوة ، وإبتسمت لمرة .
في ليلنا صحونا ، بلا إسم ولا هونا ، برعشة أخري ، فركت جُنوبنا ، أصقلناها مريرةً ، وحوضاً دخلنا ، هممنا ولم نهِم ، شكونا الي الأحد ، خرجنا .
الي أُم جديدة ، ولادتها عسيرة ، خيرها كثير ، وطبعها مرقط ، إحتضنت مدينتي ، باكيةُ علي ، وباكيةُ عليها ، مُغادرونها آلالاف ، صِغاراً وكهول ، نساءً ورجال ، شباباً وكنار ، علي صمتِ نواسي ، وبصمتِ نزوع ، الي رِحم قديم ، مساعه دراية ، وحُلمه كان غاية ، سنار في البداية ، نزلت عليها آية ، وشأن عظيم جداً ، كيانه مُعلم ، أعمام أم عمات ؟ .. جدود أم جدات ؟ .. خِلة أم أحباب ؟ .. دم يوصلنا بهم ، جميعهم وبينهم خبائب أقدار .
قشُ علي بعد كيلومترات ، هواجس المقيل ، وهوانس الرفاق ، ضحك وبُكاء ، شوق ولقاءات ، صباحات لقلق ، رمال تفرهد ، وبحر يفرغ ، كفائف هم ، وعمٍ يشاطر ، يكابر ، يقاوم ، الي أن تعلىّ ، هفوت لريقي ، خبز محلي ، أخوات مسرة ، غِناء يشرح ، ويطرق ، ويغمي ، كتاباً أجليّ ، بـِسمك طرحتها ، تشجعت إما ، حرارة وفحما ، كنستُ صفيحتي ، وجررت حمقي ، مناولة خِلة ، برقم صادني ، وبعيناهُ فلة .
بكريةُ وأُختها ، يحرسان المنزل ، كلباً كبيراً ، وإثنان يلعبا ، خطوت نحو بابهم ، وطرقت بسرعة ، نادت : أدخلي وأدخلي .
حمامة أم عُنقدِ ؟! .. أوحدك تجلسين ؟
أجابت : نعم ، هذه ابنتي وحبيبي الصغير .
قلت لها : جميلون ، يشبهونكِ .
تبزعت لرؤيتي ، ظننتها لا تقصد ، ناولتها بسمتي ، وخرجت دون تكلمِ ، وأخري تفيق الألسعَ ، تنام بكذبة ، وتستيقظ لكذبةٍ ، والأخيرة بريئة في شكلها ، نفس معانِ الجملة ، طويتها من أولِ ، واسدلت عنهم سريرتي .
هواناً نلت فضلي ، وليس إبليساً لشكري ، فضلتُ أن أتوق ، أحادث كي أذوق ، كفائفي مُهيدة .
ريشة وريشة ، مظلة وساحة ، ندهت لها الراحة ، غنائم بذوقٍ ، لأُمه فاطمة .
وطفرة لطفرة ، إغتابت عنا زهرة ، مائدة وصحون ، حزينة تخون ، وقبلها كانت أخري ، تعلو وتغلي القِدح ، وتوسوس لنفسٍ ، كفاها شر نفسٍ .
بساتين ومسافات ، شجر سرانا باقيات ، كنائن أم أميرات ، بصورة نجتمع ، وبيوم نُفرق ، ذكريات .
دحض ماء هلت ، تحضر الإبريق ، ضيفاً فضيفاً يأتي ، سماءهُ التشريف ، هون علي يا ربي ! حصتي التخفيف ، لُقمة صنعت لُبها ، ولصبرهم أخرجتها ، ماءً رحولها ساعة ، وألفاً من التسقيف ، هلكاً نهيت و نمتُ ، وحمدت الله علي النعم ، عُرساً بهيجاً حضرته ، وقسمة في حظه ، يا لطيبة أصلهم ويا لدمعة خدهم .
أتانا ضوء واهج ، شوقاً تلاهُ فأحضره ولدار أخري مضينا ، في تلك الأيام العاتبة ، بحراً وجدت فكره ، وعالياً تفهمه ، كواكنُ دفتره .
شئ علي جديد ، غلبة ووطيس ، لا أدري كيف الحل ؟
سوي رحولي منه ، كسبت أختاً ملجأ ، تدُلني الطريق ، تهديني من شريّ ، فأحفظها ياربي ، وخالة أخري ، تنهاب من وادٍ ، تحمر من ظنٍ ، وتؤكد التغليف ، وبهجةً لبهجة ، سامرنا الحديث ، سوق أهل بأهله ، ثلاثة مواتر سيارته ، يعاكسون فيه الأبهم ، ويعرفون قصيصهُ ، تجاهلتهم وعُدت ، شربت ماءِ كثيرة ، ووهنت لراحتي .
هجرت بعض أحبتي ، شوقي إليهم أخضر ، وقدراً لقدرِ ، عُدنا بفرح راكضين ، همامنا كواثر ، تحصنا فيه بالحصين ، ولقاءِ مبجل ، نار أخري تطلق ، وبرعانة تأفف ، شغلٍ لشغلٍ مرهق ، وإخلاصه نجاحاً ، عُذراً يا جنيهاتي ، فالكُل محتاج ، وصبراً أيها البعوض ، وأين أنتِ يا مياهِ؟
عيشُ رغيد ، وأكناف بطن ، حسبُ الرسول إذا غممت ، وحُباً لنفسك مرنها تصغى ، تعبُ وإعياءُ سفر ، خُذني بلطف الي رِحابك ، كي أروح عن مآسيَ .
جنيهُ أضحكني ، وجنيهُ أبكاني ..
ألمسها كما العادة ، أخرجها وأدخلها ولا دواء للآن ؛ فما الحل ؟
.......
رحلة أخيرة ..
علمتُ فيها الحق ، فلا ينصر إلا بحق ، ولا يبطل إلا بباطل ، أغرقني فيها باللطف ، والحمدلله علي ما كان وما سيكون ، إشتقت فيها لأجواء كثيرة ، ففتحت قلبي ، وكياني ،رسوت علي باب مفغل قد يشيب البُعد غل ، ولن أجاري ، هاتفي المحمول غائب ، إمتلأت وزعمت، إخوة كالظل كانوا ، بهجة صاموا وقاموا ، غيمة وسحائب رجوت ضياء ، فإلتمست لهم مكاني ، خالةُ شظت أنامل ، وأخري تعبت وملت ، وثالثة باعت خواتم ، خِلف لطريف جدي ، بعثة كانوا وكانوا ، سيد عرف مهامه ، فرميّ فيما رمي ، وآخر عرف نِصابيّ ؛ فأرشدني الي عوديّ ، وآخر هتف وزغرد وسجد للمولى وأخلد ، وهوة سطرت ولاذت روحيِ التي تفارق ، أعتبت ظلماتي ريبا ، وغلت عما أُحبه ، ليس للطارق يوما من غوافل ، هيئتني للحياة ، وأرتني معنيّ خوفِ ، عُمرها عشرون طِفلا ، فارق الوجه وغفلا ، والحمدلله علي ما أراد ، فهو أدري .
# الله في أوسع سماءِ وفي أضيق إفله .
# رحِم الله كل من جاهد في سبيله حفاظاً علي العرض والكرامة.
# النعم الحولينك كتيرة . جرب شوفها مرة تانية وأحمد الله عليها .
# الكاتبة إيلاف الطيب
تعليقات
إرسال تعليق