أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قوارب بقلم الكاتبة إيلاف الطيب / السودان

تمتمت بأمانيَ وخلدت للنوم كالعصفور ، لا شئ يسري غير إرادة الله ، وللإنسان ما تمني ، سبق وقذفت والدتي بأسئلة مُنكر ونُكير ، وفحوى إجاباتها : (كُل شئ بيد الله ) فلا غُصن ينكسر لمرآب حياة إلا بإرادته ، وجوه ناعسة وأخري مُتعبة ، أُمة مُحمد تركُض ساعات بحقائبها وهمومها ، أي حرف هذا الذي أثقل رميه ؟ السيارات تختفي ، والنجوم تصمت ، السكون يعتب قرح النوادي ، والأسواق تُباع مجاناً ، ما العمل ؟ .. 
سبقنا خوفنا ، وكرسنا معالينا ، وإنتعلنا بعضنا ، ملهوفين للنجاة ، خطوط تعمل وخيوط تنحل ، أفئدة دامغة ، وأجسام هزيلة ، تروي مقالاً ، هفائف غميمة ، وفصل يؤرخ ، رَصاص يغزو مرآة واقعي ، كثيبة مهيلة ، رأيتها مدينتي ، تودع سُكانها ، إجهاضها منفس ، أسرعنا لقيلنا ، لرُدهة دمنا ، سقانا الصنديد ماءَ تخففُ كنائس غفلاتنا ، بكينا في أحضانهم ، سُقمنا بالتعلق ، تكمكمت أبداننا ، ولحظة نصطف ، وأخري نودع ، ظننتها الاخيرة ، وقلبي عليها يشهدُ ، صافحتها بنظري ، كان مشغولاً بها وتري ، أصبتُ بما أصبتُ ، تكورت نفسيتي ، بكت في حيلِ أرضها ، وعمعمت جفافها ، إستلقت بفراشها ، وما عادت تُترجم ، كواها مصنفُ رمي بقربنا ضخمةُ ، صلينا وربما أخيرة ، بذكري حافية ، وندم مشفق ، عُذرينا قتيل ، وإمامنا فتِيُ ، شربنا آخر كأس ، ونُشلنا من بعضنا ، ركضُ يؤلف صيته بين الأشجار والمساجد ، هِن وحِن من أنين ، أهكذا هو الفِراق ؟ .. 
أبي يودع نفسه ، في كل سيارة إسمه ، حدق توسد مأثوراً ، وهبهابة غُبر ترتمي ، وأبي يناول شارعاً ، قصيصاً عنده الأملِ ، خوفهُ مربع ، شيخهُ مُخلد ، كيانُه من عرقد ، رتبت فيه واحتي . 
غلغلةُ وصاحب ، أراها مُسلمة ، عبيدها مؤيدين ، ولخُلقهم حافظين ، أسدلتُ شالي مرة ،خففت من ملابسي ، إحتسيت كوب قهوة ، وإبتسمت لمرة .
في ليلنا صحونا ، بلا إسم ولا هونا ، برعشة أخري ، فركت جُنوبنا ، أصقلناها مريرةً ، وحوضاً دخلنا ، هممنا ولم نهِم ، شكونا الي الأحد ، خرجنا .
 الي أُم جديدة ، ولادتها عسيرة ، خيرها كثير ، وطبعها مرقط ، إحتضنت مدينتي ، باكيةُ علي ، وباكيةُ عليها ، مُغادرونها آلالاف ، صِغاراً وكهول ، نساءً ورجال ، شباباً وكنار ، علي صمتِ نواسي ، وبصمتِ نزوع ، الي رِحم قديم ، مساعه دراية ، وحُلمه كان غاية ، سنار في البداية ، نزلت عليها آية ، وشأن عظيم جداً ، كيانه مُعلم ، أعمام أم عمات ؟ .. جدود أم جدات ؟ .. خِلة أم أحباب ؟ .. دم يوصلنا بهم ، جميعهم وبينهم خبائب أقدار .
قشُ علي بعد كيلومترات ، هواجس المقيل ، وهوانس الرفاق ، ضحك وبُكاء ، شوق ولقاءات ، صباحات لقلق ، رمال تفرهد ، وبحر يفرغ ، كفائف هم ، وعمٍ يشاطر ، يكابر ، يقاوم ، الي أن تعلىّ ، هفوت لريقي ، خبز محلي ، أخوات مسرة ، غِناء يشرح ، ويطرق ، ويغمي ، كتاباً أجليّ ، بـِسمك طرحتها ، تشجعت إما ، حرارة وفحما ، كنستُ صفيحتي ، وجررت حمقي ، مناولة خِلة ، برقم صادني ، وبعيناهُ فلة .
بكريةُ وأُختها ، يحرسان المنزل ، كلباً كبيراً ، وإثنان يلعبا ، خطوت نحو بابهم ، وطرقت بسرعة ، نادت : أدخلي وأدخلي . 
حمامة أم عُنقدِ ؟! .. أوحدك تجلسين ؟ 
أجابت : نعم ، هذه ابنتي وحبيبي الصغير . 
قلت لها : جميلون ، يشبهونكِ .
تبزعت لرؤيتي ، ظننتها لا تقصد ، ناولتها بسمتي ، وخرجت دون تكلمِ ، وأخري تفيق الألسعَ ، تنام بكذبة ، وتستيقظ لكذبةٍ ، والأخيرة بريئة في شكلها ، نفس معانِ الجملة ، طويتها من أولِ ، واسدلت عنهم سريرتي .
هواناً نلت فضلي ، وليس إبليساً لشكري ، فضلتُ أن أتوق ، أحادث كي أذوق ، كفائفي مُهيدة .
ريشة وريشة ، مظلة وساحة ، ندهت لها الراحة ، غنائم بذوقٍ ، لأُمه فاطمة . 
وطفرة لطفرة ، إغتابت عنا زهرة ، مائدة وصحون ، حزينة تخون ، وقبلها كانت أخري ، تعلو وتغلي القِدح ، وتوسوس لنفسٍ ، كفاها شر نفسٍ .
بساتين ومسافات ، شجر سرانا باقيات ، كنائن أم أميرات ، بصورة نجتمع ، وبيوم نُفرق ، ذكريات .
دحض ماء هلت ، تحضر الإبريق ، ضيفاً فضيفاً يأتي ، سماءهُ التشريف ، هون علي يا ربي ! حصتي التخفيف ، لُقمة صنعت لُبها ، ولصبرهم أخرجتها ، ماءً رحولها ساعة ، وألفاً من التسقيف ، هلكاً نهيت و نمتُ ، وحمدت الله علي النعم ، عُرساً بهيجاً حضرته ، وقسمة في حظه ، يا لطيبة أصلهم ويا لدمعة خدهم . 
أتانا ضوء واهج ، شوقاً تلاهُ فأحضره ولدار أخري مضينا ، في تلك الأيام العاتبة ، بحراً وجدت فكره ، وعالياً تفهمه ، كواكنُ دفتره .
شئ علي جديد ، غلبة ووطيس ، لا أدري كيف الحل ؟ 
سوي رحولي منه ، كسبت أختاً ملجأ ، تدُلني الطريق ، تهديني من شريّ ، فأحفظها ياربي ، وخالة أخري ، تنهاب من وادٍ ، تحمر من ظنٍ ، وتؤكد التغليف ، وبهجةً لبهجة ، سامرنا الحديث ، سوق أهل بأهله ، ثلاثة مواتر سيارته ، يعاكسون فيه الأبهم ، ويعرفون قصيصهُ ، تجاهلتهم وعُدت ، شربت ماءِ كثيرة ، ووهنت لراحتي .
هجرت بعض أحبتي ، شوقي إليهم أخضر ، وقدراً لقدرِ ، عُدنا بفرح راكضين ، همامنا كواثر ، تحصنا فيه بالحصين ، ولقاءِ مبجل ، نار أخري تطلق ، وبرعانة تأفف ، شغلٍ لشغلٍ مرهق ، وإخلاصه نجاحاً ، عُذراً يا جنيهاتي ، فالكُل محتاج ، وصبراً أيها البعوض ، وأين أنتِ يا مياهِ؟ 
عيشُ رغيد ، وأكناف بطن ، حسبُ الرسول إذا غممت ، وحُباً لنفسك مرنها تصغى ، تعبُ وإعياءُ سفر ، خُذني بلطف الي رِحابك ، كي أروح عن مآسيَ .
جنيهُ أضحكني ، وجنيهُ أبكاني .. 
ألمسها كما العادة ، أخرجها وأدخلها ولا دواء للآن ؛ فما الحل ؟ 
....... 
رحلة أخيرة .. 
علمتُ فيها الحق ، فلا ينصر إلا بحق ، ولا يبطل إلا بباطل ، أغرقني فيها باللطف ، والحمدلله علي ما كان وما سيكون ، إشتقت فيها لأجواء كثيرة ، ففتحت قلبي ، وكياني ،رسوت علي باب مفغل قد يشيب البُعد غل ، ولن أجاري ، هاتفي المحمول غائب ، إمتلأت وزعمت، إخوة كالظل كانوا ، بهجة صاموا وقاموا ، غيمة وسحائب رجوت ضياء ، فإلتمست لهم مكاني ، خالةُ شظت أنامل ، وأخري تعبت وملت ، وثالثة باعت خواتم ، خِلف لطريف جدي ، بعثة كانوا وكانوا ، سيد عرف مهامه ، فرميّ فيما رمي ، وآخر عرف نِصابيّ ؛ فأرشدني الي عوديّ ، وآخر هتف وزغرد وسجد للمولى وأخلد ، وهوة سطرت ولاذت روحيِ التي تفارق ، أعتبت ظلماتي ريبا ، وغلت عما أُحبه ، ليس للطارق يوما من غوافل ، هيئتني للحياة ، وأرتني معنيّ خوفِ ، عُمرها عشرون طِفلا ، فارق الوجه وغفلا ، والحمدلله علي ما أراد ، فهو أدري .
# الله في أوسع سماءِ وفي أضيق إفله . 
# رحِم الله كل من جاهد في سبيله حفاظاً علي العرض والكرامة.
# النعم الحولينك كتيرة . جرب شوفها مرة تانية وأحمد الله عليها .
# الكاتبة إيلاف الطيب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب محاربة الفيبروميالجيا

محاربة الفيبروميالجيا.pdf الكاتبة خولة بوزياني المدققة اللغوية: بشرى دلهوم إعداد وإشراف : بشرى دلهوم الناشرة مجلة إيلزا الأدبية للإناث الطبعة الأولى: 2024

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...