أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تحليل سيميائي لقصيدة "أمي سر الوجود" للكاتبة دروش آسيا بقلم الكاتبة السيميائية بشرى دلهوم الجزائرية

تحليل سيميائي لقصيدة "أمي سر الوجود" للكاتبة دروش آسيا

1. العنوان ودلالاته
العنوان "أمي سر الوجود" يحمل بعدًا دلاليًا عميقًا، حيث يربط بين الأم والوجود نفسه، مشيرًا إلى أن الأم ليست فقط سببًا في الوجود البيولوجي، بل هي الأساس الروحي والعاطفي الذي يمنح الحياة معناها. العنوان يوحي بالقداسة، حيث تُمنح الأم صفة محورية في تشكيل الحياة والوجود.
2. الرموز والدلالات
تعتمد القصيدة على مجموعة من الرموز التي تشكل نسيجها السيميائي العاطفي، منها:
"شمس" و"قمر": الشمس ترمز إلى الإشراق والحياة، بينما القمر يرمز إلى الحماية والرعاية في الظلام، مما يعكس دور الأم كمنارة في حياة الشاعرة، نهارًا وليلاً.
"سنديانة": رمز للقوة والثبات، مما يعكس صمود الأم في مواجهة الأزمات.
"بحر" و"موج": البحر رمز للعطاء اللامحدود، والموج يشير إلى احتواء الأم وتقلبات مشاعرها بين الحزم والحنان.
"درر" و"لؤلؤة": تمثل الأم كنزًا نادرًا وقيمة لا تقدر بثمن.
"نفح الياسمين" و"عبق": استخدام الروائح العطرة كرمز للمحبة والنقاء، حيث ترتبط الأم بالصفاء والجمال الروحي.
"كتاب الله": يضفي على الأم قدسية دينية، مما يعزز مكانتها في الوجدان الجمعي والديني.

3. الحقول الدلالية
القصيدة تتشكل من عدة حقول دلالية تبرز دور الأم:
1. حقل الطبيعة: (شمس، قمر، مطر، بحر، موج، ياسمين، زبد، سنديانة، نهر، سحوب)
يُظهر ارتباط الأم بالطبيعة كرمز للعطاء الدائم والدورة الحياتية المستمرة.
2. حقل القيم الروحية: (جنة، دعاء، رحمة، ضياء، كتاب الله، نتوب)
يُبرز الجانب الروحي والقدسي للأم، حيث ترتبط بمفاهيم الجنة والمغفرة.
3. حقل الأحاسيس: (حب، حنان، دفء، فرحة، سكينة)
يعكس المشاعر الدافئة التي تمثلها الأم في حياة الأبناء.
4. البنية السيميائية العميقة

يتشكل النص حول محورين رئيسيين:

1. الأم ككيان مادي محسوس: تتمثل في صور الطبيعة والعناصر الحسية مثل البحر، الزهور، والنجوم، مما يجعلها كيانًا حيًا في الذاكرة الجمعية.
2. الأم ككيان روحي متعالٍ: تتجسد في مفاهيم الجنة، الرحمة، والدعاء، مما يجعلها رمزًا للخلاص الروحي.
5. العلاقة بين الدال والمدلول

تعتمد القصيدة على الاستعارات المتداخلة، حيث يتم استبدال الأم بعناصر طبيعية وروحية، ما يخلق نظامًا دلاليًا مشبعًا بالمحبة والقداسة. هذا الربط يعزز من مفهوم الأم كقوة كونية جامعة بين الأرض والسماء، بين المادة والروح.

في الأخير نقول أن تحمل القصيدة بُعدًا سيميائيًا غنيًا، حيث تُصوَّر الأم كجوهر الوجود، ومصدر النور، والحماية، والعطاء اللامحدود. توظيف الرموز الطبيعية والدينية يجعلها قصيدة تتجاوز البعد الفردي إلى البعد الإنساني العام، مما يمنحها صفة الشمولية والتأثير العاطفي العميق.
المحللة السيميائية الكاتبة بشرى دلهوم الجزائرية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب محاربة الفيبروميالجيا

محاربة الفيبروميالجيا.pdf الكاتبة خولة بوزياني المدققة اللغوية: بشرى دلهوم إعداد وإشراف : بشرى دلهوم الناشرة مجلة إيلزا الأدبية للإناث الطبعة الأولى: 2024

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...