التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار مع الكاتبة الصاعدة نمري منال ملوكة :" رحلة شغف وصوت أدبي واعد "

حوار مع الكاتبة الصاعدة نمري منال ملوكة : رحلة شغف وصوت أدبي واعد.

المقدمة:

لكل كاتب بدايّة، ولكل قلم لحظة ميّلاد تضعه على درب الإبداع. بعض الأصوات الأدبيّة قد تلمع منذ أول حرف، ليس كونها مختلفة بل لأنها تحمل روحًا متميّزة تنبض بصدق و وتُجمّل بمشاعر ودّ وحب كبيرين، اليوم سنسلط ضوء المصباح على كاتبة مبدعة، جعلت في الكتابة عالم بعيد عن متنفس الآخر، ومن الحروف وسيلة للتعليم والتأثير. منال نمري، اسم شق طريقا في سماء الأدب، وحمّل بين طيات كلماته شغفًا عميقًا ورؤية فريدة. في هذا الحوار نقترب منها أكثر لنتعرف على رحلتها، تحديّاتها، وأحلامها التي لم تكتب بعد.

المعلومات الشخصية:

الاسم: منال نمري

السن:24سنة

المحافظة: غرب الجزائر- بالضبط من ولاية سعيدة 

الموهبة: الكتابة

المؤهلات العلميّة:
-ليسانس في الأدب العربي-نقد.ومناهج.
-ماستر في الأدب العربي-نقد عربي قديم.
ـديبلوم في الإعلام الآلي.
 
المشاركات العلميّة:
-مشاركة في التنظيم لملتقى وطني أشرف عليه قسم اللغة والادب العربي بجامعة سعيدة جمع بين خبر الترجمة والتأويل في ظل التواصل الإجتماعي، والمجلس الأعلى للغة العربية ، الذي كان موضوعه:اللغة العربية والمتغير الثقافي واقع ورهانات مجتمع المعرفة، نظم يوم07مارس 2022.

الانجازات الأدبية:
- مميز بالأحمر - كتاب - عبارة عن نصوص وخواطر.
ـهوس اليكسيثيما-كتاب جامع بإشرافي.
-راما وقائع ومعاناة-كتاب جامع تحت إشرافي .
-رسالة من كاتب -كتاب جامع بإشرافي.


الحوار:

س/ مرحبًا منال، سعداء باستضافتك معنا اليوم. بدايةً, كيف تعرّفين نفسك لجمهورنا دون ذكر اسمك؟
ج/إنسانة عاديّة حجزت من هذا العالم مكانا لها لتعيش بكل حريّة ،وباجتهاد وعزيمة كبيرين ،صانعة من أحلامها جسورا للعبور نحو الأحسنِ والأفضلِ بإذن اللّه.

س/ كيف كانت الشرارة الأولى التي قادتك إلى عالم الكتابة؟ وهل كنتِ تشعرين منذ البداية أنكِ ستواصلين هذا الطريق؟
ج/
ما قادني نحو هذا المجال الذي أراه مجالا صعبا نوعا ما لكن أكثره متعة وترويح عن النفس هو مشاعري العميقة والمختلفة في حيثياتها ، فما يميّز منال هو اختلافها وتفكيرها المغاير في بعض المرّات.
-بالطبع سأواصل لأن هذه الفسحة أعطتني حياةً وفي الوقت نفسه علاجا خاصا ومختلفا.

س/ ما أول نص كتبته، وكيف كانت مشاعرك عند رؤيته مكتملًا للمرة الأولى؟
ج/لا أتذكر ، لكن كل نصوصي كانت تعبر عن مشاعري بدرجة أولى ، وهذا أمر مفروغ منه ،وزيادة على ذلك تحمل ردحا من ما هو فيّه وعليّه -فالنص ليكتمل عليه أن يلمس جوانبا مختلفة-

س/ هل تذكرين اللحظة التي قررتِ فيها مشاركة كتاباتك مع الآخرين؟ وما الذي دفعك إلى ذلك؟
ج/أذكر تلك اللحظة وكأنها أمس، كانت بدايات وضع نصوصي على حسابي الخاص بعدما تخصصت في الأدب العربي -فحبي للعربية مشاعر خاصة بالكاد أقدر شرحها -


س/ كثير من الكُتّاب يتأثرون بقراءات معينة، هل هناك كاتب أو كتاب ترك بصمة واضحة في أسلوبك؟
ج/ لا أقول أني تأثرت بفلان وأترك غيّره،فالمطالعة باختلافها تسهم في تنمية الشخص وكفاءاته ، وتعزز فكره للإبداع،فلا نص يُولد من العدم، فنصي ليس ملكي وحدي فهو مزيج من نصوص أشخاص آخريين قرأت لهم وأخذت منهم ، وتثقفت بثقافتهم -التناص النصي-

س/ الكتابة ليست طريقًا سهلًا، ما أبرز التحديات التي واجهتكِ كمبتدئة، وكيف تعاملتِ معها؟
ج/ما واجهني هو نفسي وعارض طريقي، خوفي من أن لا أكون أمديت شيئا جيدا ، حتى الآن الشعور نفسه يلاحقني.


س/ هل لديك طقوس معينة أثناء الكتابة، أم أنكِ تكتبين حين تأتيك الفكرة دون ترتيب؟
ج/
أحب أن أكتب في الفترات الليليّة حيث الهدوء والسكينة، تلتقي النفس مع نفسها لتنسج مشاعرا جياشة ، تلامس الروح فتجعلها تنبض بكل حب .

س/ أين تجدين الإلهام لقصصك ونصوصك؟ وهل تعتمدين على تجاربك الشخصية في الكتابة؟
ج/
بالطبع ،الجانب الشخصي هو الأساس ، والعالم الخارجي هو القاعدة المثلى لميلاد هاته النصوص التي هي في حقيقتها عالم يسطره الحبر بنوع من الذوقية والشاعرية-الجماليّة-

س/ هل تشعرين أحيانًا أن الشخصيات التي تكتبينها تفرض عليك مسار القصة، أم أنكِ تمسكين بزمام الأمور بالكامل؟

ج/كل ما أكتبه أراه يمسني أنا لا غيّر ، فهذا النص يعبر عن منال في صورتها وشخصيتها ، وحقيقتها كأنثى ، فأي حرف فهو لي وعني وإليّ.

س/ برأيك، هل الكتابة تحتاج إلى وقت معين من اليوم، أم أن الإبداع لا يخضع للساعة؟
ج/
الإبداع لا يخضع للساعة قد يأتيك في أي وقت لا تتوقعينه ، ليلا،صبحا،ظهرا ...وأنت تمشين في الطريق..وأنت في الحافلة..وأنت في سيارة..وأنت في المطبخ تجهزين أكلة،هذا هو الإبداع الحقيقي الذي لا نشعر بوقت تشكله.

س/ ما النص أو العمل الأقرب إلى قلبك حتى الآن؟ ولماذا؟
ج/النص الأقرب لي قلبي هو محاولة تحت عنوان:"في مدح قصيدتي"، لحبي للعربية وكل ما يتعلق بعربيتي.

س/ كيف ترين تطور أسلوبك منذ أول ما كتبته وحتى اليوم؟
ج/سؤال يجيب عنه من قرأ لي فعن نفسي لا أقدر الحكم على هذا.

س/ ما المواضيع التي تحرصين على معالجتها في كتاباتك؟ وهل تشعرين أن للأدب دورًا في التغيير؟
ج/ كل مرة وأعالج موضوعا حسب النفسيّة ،وحسب ما تحتمه ظرفية هذا الواقع.
بالطبع للادب دور في التغيّر ، اقرئي وسترتقين بثقافتك -الأدب رقيّ وأصالة ،وحضارة-
اقرأ أكثر تفكر أكثر، تتغير أكثر، وتتعلم أكثر.

س/ كيف تتعاملين مع النقد، سواء كان مشجعًا أو محبطًا؟
ج/سوال وجيه ،النقد مهما كان نوعه بناء أو هداما ، رغم أني لا أعترف باسم النقد الهدام ، فمهما كان هداما فهو يبنيك من جديد، ويجعلك تملئين تلك الفجوات بالأفضل، فلا أؤمن بوجود نقد قد يهدم صاحبه، فالنقد أراه تحسين وغربلة ،وتقويم للنصوص (علينا أن لا نسقط نقد النصوص بعواطفنا بل بمنطقيتنا .

س/ مع انتشار النشر الإلكتروني، هل تجدينه فرصة للكتّاب المبتدئين أم تحديًا يفرض عليهم إثبات أنفسهم وسط الزحام؟
ج/
النشر الإلكتروني أراه نافذة جيدة مع انتشار التكنولوجيات التي فرضته ، وحتمته... لكن يبقى للكتاب الورقي ميّزته التي لا تتغير .

س/ هل تعملين حاليًا على مشروع جديد؟ وهل يمكننا معرفة بعض التفاصيل عنه؟
ج/ أعمل على مشروع رواية وبإذن الله ستكون أول رواية لي ، لكن ستطول قليلا لأنني أريد أن أنشر الأفضل لربما يسطع نجمي في سماء الأدب بهاته الرواية التي ستأخذ بعضا من جهدي وقوتي ..

س/ ما الذي تطمحين إليه في مسيرتك الأدبية؟ وأين ترين نفسك بعد سنوات؟
ج/
ربما أرى نفسي كاتبة تدرس أعمالي في الجامعات الجزائرية ، وتطبق عليها دراسات ..وتكون موضوعا لمذكرات تخرج..لم لا ؟ فالأقدار على الأفواه..بإذن الله تعالى.

س/ أخيرًا، ما النصيحة التي تقدمينها للكتّاب الشباب الذين يرغبون في دخول عالم الأدب؟
ج/
اقرأ أكثر ..اقرأ أكثر .. نصيحتي للشباب أن يفكروا لأن الذي لا يفكر يبقى كالقشة في مهب الريح ، أقول لهم لا تكونوا تبعا -مقلدين - لا تنظروا بعيونكم فحسب بل بعقولكم.
س/ كلمة أخيرة لجمهورك ولمن يتابع أعمالك؟
ج/أقول:د لكل من يحب منال ربي يحفظك لمنال ..دعواتكم لنا بالتوفيق والنجاح ، وبالصحة لأنها الأهم.


خاتمة:

الكتابة ليست مجرد حروف تُنسج، بل هي مرآة تعكس الروح، وجسر يصل الأحلام بالواقع. في حديثنا مع منال نمري، لمسنا شغفها، صمودها، وإيمانها العميق بأن الكلمة قد تصنع الفرق. رحلتها لا تزال في بداياتها، لكنها تحمل في طياتها وعودًا كبيرة وإمكانيات واعدة. نشكرها على هذا الحوار الصادق والملهم، ونتمنى لها مزيدًا من النجاح والتألق في عالم الأدب.

المؤسسة: بشرى دلهوم
#مجلة إيلزا الأدبية للإناث
المحررة: صارة عمراني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf