مجلة إيلزا في شخصية في أسبوع تحاور شاب متميز الفنان سليم دحدوح
في عالم مليء بالألوان والإبداع، يبرز اسم سليم دحدوح كأحد المبدعين الذين أسسوا لنفسهم مكانة فريدة في مجال فنون الرسوم المتحركة وتصميم شخصيات الأطفال. سليم، الفنان الجزائري الذي جمع بين المهارات الفنية والذوق الرفيع في تصميم الشخصيات الكرتونية، ابتكر عالمًا مليئًا بالخيال والإبداع. ورغم أنه درس محاسبة و تسير ، إلا أن شغفه بالفن كان دائمًا ما يقوده نحو عالم الرسم وتصميم الجرافيك، ليصبح أحد أبرز الأسماء في هذا المجال. في هذا الحوار، نلتقي بسليم دحدوح لنتعرف على مسيرته الفنية، رؤيته، وأعماله التي رسمت الابتسامة على وجوه العديد من الأطفال و حتى الكبار حول العالم.
في هذا الحوار سوف نغوص اكثر في شخصية (المبدع الفنان سليم) صاحب الروح الطفولية المرحة
المسيرة المهنية
1. متى بدأت رحلتك مع الرسم الرقمي، وما الذي جذبك إليه؟
بدأت رحلتي مع الرسم الرقمي في بداية سنة 2013. بعدما اتقنت الرسم الواقعي وأساليب التظليل باستخدام قلم الرصاص، شعرت أنني بحاجة إلى التميز أكثر. كنت دائمًا أبحث عن تحديات جديدة ترفع من مستوى مهاراتي، فكان هذا هو الدافع لدخولي إلى عالم الرسم الرقمي.
2. هل درست الرسم بشكل أكاديمي أم أنك تعلمته ذاتيًا؟
لم أدرس الرسم أكاديميًا، فأنا فنان عصامي 100%. كنت أتعلم بنفسي وأعتمد على الاجتهاد الشخصي في تطوير مهاراتي الفنية. هذا هو الطريق الذي سلكته ولا زلت أسير فيه.
3. كيف كان انتقالك من الرسم التقليدي إلى الرقمي؟ هل واجهت تحديات؟
انتقالني من الرسم التقليدي إلى الرسم الرقمي تطلب مني الكثير من الصبر والتجريب المستمر. كان تحديًا، لكن بما أنني كنت مصمم جرافيك، ساعدني هذا في تسهيل عملية تعلم البرامج الرقمية. لكن، بالطبع، كانت هناك تحديات في البداية التي تطلبت وقتًا وجهدًا أكبر للتكيف مع الأدوات الجديدة.
4. هل تتذكر أول عمل رقمي لك؟ كيف كان شعورك عند إنجازه؟
نعم، أذكر أول عمل رقمي لي بوضوح. كان عبارة عن رسم لشخصية الكابتن ماجد. استغرقت وقتًا طويلاً لرسم الوجه فقط، وكان هذا العمل هو أول اختبار حقيقي لي في عالم الرسم الرقمي. كانت فرحتي لا توصف عند إنجازه، شعرت بالكثير من الفخر والإنجاز.
الأدوات والتقنيات
5. ما الأجهزة والبرامج التي تستخدمها في الرسم الرقمي؟ وهل لديك تفضيلات معينة؟
أعتمد على الشاشات الرقمية أو اللوحات الرقمية، وأفضل استخدام برامج مثل الفوتوشوب وأدوبي إليستريتور. هذه البرامج تقدم لي الأدوات والخيارات المناسبة لإنجاز أعمالي بدقة واحترافية.
6. هل تفضل الرسم على جهاز لوحي مثل iPad، أم على شاشة رسم متصلة بجهاز كمبيوتر؟ ولماذا؟
أفضّل العمل على شاشة رسم متصلة بجهاز الكمبيوتر. أنا معتاد عليها منذ فترة طويلة، ولدي قدرة أكبر على التحكم فيها بشكل عملي ودقيق، وهذا يساعدني على إنجاز العمل بشكل أسرع وأدق.
7. ما الأدوات الرقمية (الفرش، التأثيرات، الفلاتر) التي لا يمكنك الاستغناء عنها؟
لا أملك تفضيلًا ثابتًا للأدوات الرقمية. المهم بالنسبة لي هو أن أعرف من أين أبدأ العمل وكيف أضع خطة واضحة لتحقيق النتيجة النهائية. أركز على الفرش التي تساعدني في تحقيق التفاصيل الدقيقة.
8. كيف تحافظ على جودة أعمالك مع اختلاف الشاشات ودقة الألوان؟
الحفاظ على دقة الألوان يشكل تحديًا لأن الألوان قد تختلف باختلاف الشاشات. للتأكد من تطابق الألوان كما يجب، أطبّق عملية طباعة العمل في النهاية لتعديل الألوان وتأكيد جودتها.
الإبداع والأسلوب
9. كيف تصف أسلوبك الفني؟ وهل تطور مع مرور الوقت؟
مررت بعدة مراحل فنية أنضجت أسلوبي. بدأت بأساليب رسم كرتونية متنوعة، بما في ذلك الأنمي الياباني في فترة التسعينيات الذي كان يركز على التفاصيل الدقيقة. مع مرور الوقت، طوّرت أسلوبًا خاصًا بي، وهو مزيج من هذه التجارب، وأفتخر به كأسلوب مميز.
10. ما أكثر شيء يلهمك عند البدء بعمل جديد؟
أفلام الأنمي والرسوم المتحركة بشكل عام هي مصدر رئيسي لإلهامي. هذه الأعمال تمنحني الكثير من الأفكار والألوان التي يمكنني استخدامها في أعمالي الخاصة.
11. كيف تتعامل مع لحظات انعدام الإلهام أو “البلوك الإبداعي”؟
في حالات “البلوك الإبداعي”، أفضل أخذ قسط من الراحة. بالرغم من أن بعض الناس ينصحون بتجربة تقنيات جديدة، إلا أنني أؤمن أن الابتعاد قليلاً عن العمل قد يساعدني في استعادة الإلهام بشكل طبيعي.
12. هل هناك فنان رقمي معين تأثرت به أو تعتبره مصدر إلهام لك؟
لا أستطيع تحديد فنان رقمي واحد فقط، ولكنني أحب أعمال الأبطال الخارقين في الكوميكس الأمريكية، مثل مارفل ودي سي. هؤلاء الفنانون أثروا بشكل كبير على خيالي وأسلوبي في الرسم.
العمل والمشاريع
13. هل تعمل كرسام حر (Freelancer) أم ضمن فريق أو شركة؟ وأيهما تفضّل؟
أعمل كرسام حر وأفضّل العمل في بيئة متعاونة وعائلية. أحب أن أكون جزءًا من فريق صغير حيث يمكنني الإبداع بحرية واكتساب تجارب جديدة.
14. ما أكثر المشاريع التي استمتعت بالعمل عليها؟ ولماذا؟
أكثر مشروع استمتعت بالعمل عليه هو قصة الأطفال “لا أريد أن أكبر”. كان هذا العمل خياليًا وفلسفيًا، مما سمح لي بالغوص في عوالم جديدة، وقد أبحرت في خيالي أثناء رسم صفحاته.
15. ما التحديات التي تواجهها أثناء العمل في الرسم الرقمي، خاصة في المشاريع الكبيرة؟
التحديات تكمن في بعض الأحيان في تقيد الأفكار التي تحد من طاقتي الإبداعية. إذا كانت الأفكار مغلقة أو محددة، يمكن أن يؤثر ذلك على سير العمل والإبداع.
16. كيف تتعامل مع العملاء الذين لا يفهمون تمامًا عملية الرسم الرقمي أو يقللون من قيمته؟
أصنف العملاء إلى نوعين: النوع الأول يبحث عن الأفضل ويقدر الفن، وهذا النوع يمكنني العمل معه بكل سلاسة من خلال توجيههم وتقديم شروحات توضيحية. أما النوع الثاني الذي يتشدد في الأساليب القديمة، فأوجهه إلى رسامين آخرين قد يكونون أكثر توافقًا مع رؤيته.
أسئلة شخصية وممتعة
17. إذا لم تكن رسامًا، فما المهنة التي كنت ستختارها؟
بجانب الرسم، أعمل في مجال التصميم الغرافيكي. أجد هذا المجال أيضًا ممتعًا ويشبع حاجتي للإبداع.
18. ما أكثر تعليق إيجابي تلقيته عن أعمالك وأثر فيك؟
أكثر تعليق أثر فيَّ كان عندما قال لي أحدهم إن أعمالي ألهمته لبدء تعلم الرسم. هذه الكلمات كانت حافزًا كبيرًا لي للاستمرار في هذا المجال.
19. إذا أتيحت لك الفرصة لرسم أي شخصية مشهورة، من ستختار ولماذا؟
أحب رسم الشخصيات المفكرة التي تترك بصمة في نفسي. أعتقد أنني سأختار شخصيات تساهم في إضافة معرفة جديدة لي.
20. ما النصيحة التي تقدمها للشباب الطموحين الذين يريدون دخول مجال الرسم أو التحريك؟
النصيحة التي أقدمها هي اقتباس من الشاعر محمود درويش: “قف على ناصية الحلم وقاتل”. يجب على الشباب أن يتابعوا شغفهم ويستمروا في التعلم والمثابرة، وألا ييأسوا مهما كانت الصعوبات.
مؤسسة المجلة #بشرى دلهوم#
رئيسة التحرير #بشرى دلهوم #
الصحفية #أسماء أڨيس#
بالتوفيق إن شاء الله 🥰
ردحذف