"فلسطين.. نصر من الله وفرج قريب"

يعجز قلمي عن وصفك، وتتبعثر الحروف، وتتوارى العبارات؛ لأنها لا توافيكِ حقك، ويفوح شذا كلماتي من عطر الحديث عنكِ.
مهما تساقطت أوراق أشجارك، وذبلت أزهارك، ويبست رياحينك، وجفت أنهارك، وخلت ديارك، سيتبدل خريف أيامك بربيع الأمل والتمكين.
إن تخلى عنكِ إخوانك، وصافح عدوك جيرانك، فإن الله معكِ ومن كان الله معه فهو غالب.
إن جودتِ بأبنائك، وتشرد أطفالك، وغاب حراسك،فلن تنطفئ شعلة أبطالك، ولن يبرحوا الثغور للدفاع عنك وإعزازك.
إن رُويتْ تربتك بدماء شهدائك، وتغير شذا بستانك، فإن أريجك سيكون مسكا من ريح دم أبطالك.. مسكا يفوح على صفحات تاريخك الخالد.
سيكتب التاريخ عنك أنك عدت بنا إلى بداية عهد الإسلام في صبرك وإيمانك وثباتك وصمودك ضد جاهلية العدوان والظلم والظلام الحالك، وأصنام الفكر الحائد، وعبّادٍ للهوى قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة..
ستكونين مثالا للثبات والصمود، والعدل والرحمة، والعزة والرفعة يُدرَّس عبر العصور..
ستشرق شمس الأمل على أرض كفاحك عازمة أن تخترق جدران اليأس لتصل إلى طريق النصر مهما لاقت من عقبات ستبني عليها سلما تصعد به إلى أعلى المعالي، ترفع راية الحق والنصر والفخر أن يا عالم قد أصحبنا اليوم غالب..
سيأتي جيل يعقبه جيل يأخذ بثأر نسائك وديارك وأطفالك..
ستُرسَم البسمة على وجوه الصغار بعد أن ملأها الجوع بالتجاعيد..
وسيحَرر الأقصى حتما من أيدي العدوان العنيد..
ستسير المرأة في الطرقات وحدها لا تخاف ظلام الطريق ولا من معتد عتيد..
سيُضمَّد جرحك الغائر وتُخفى آثاره من ندوب
ستُزرع بذور الأمل في تربة قلوب قد بورها طغيان ووعيد
ستُحطَّم أصنام اليأس، ويُبدّد ظلام الأيام؛ لينير فجر البهجة من جديد على أرض حجب شمسها ضباب انفجار أو قصف عصيب..
ستحصد ثمار الفوز والظفر بعد أن كادت تتساقط للعبيد
ستتوالى الأفراح والأناشيد بعد الحزن والهلع الشديد..
سيجيء يوم ينادي الحجر والشجر عليكم أن يا مسلم هذا عدوك خلفي فلا تدعه يهنأ بالحياة بل اقتله بسديد
هذا وعد من نبي الرحمة فأبشروا بنصر وفرج عن قريب.
الكاتبة آمال عمر
"فراشة الصعيد"
مصر 🇪🇬
تعليقات
إرسال تعليق