الإنسان ابن بيئته، ولا أحد يُنكر علاقة التّأثير و التّأثر الموجودة بينهما، و إذا تحدّثنا عن البيئة فنحن نقصد بها البيت الأسري بالدّرجة الأولى فهو اللّبنة الأولى لبناء نفسيّة سليمة، ثمّ ننتقل للمحيط، كالجيران، الشّارع و المدرسة فطفل ينشأ في كنف عائلة متماسكة متفهمة لها مبادئ دينية سليمة، و يقيم في حيّ خال من المشاكل الإجتماعية و يدرس في مدرسة يجد فيها جوّا عائليا أخويّا أكيد سنجده مرتاحا يبدع في كافة المجالات و خاصّة ينمو نموّا طبيعيّا و تتطّور قدراته العقلية، و نلاحظ أنه مسالم، مهذّب، يقبل على الحياة بإيجابية، و العكس صحيح، اذا وجد خلل ما في بيئته كالمشاكل العائلية خاصّة الطّلاق و الفقر، أو تواجد في محيط سكنيّ يعجّ بالآفات الإجتماعية، و لربًما يواجه تنمّر الآخرين في المدرسة أكيد ستكون النتيجة كمّا هائلا من الاختلالات النّفسية، مثل النّفور من المدرسة، الإفراط الزائد في الحركة التّعامل بعنف مع الآخرين او العزلة و الإنطواء على النّفس و هذا يؤثّر سلبا على المردود الدّراسي و كذلك في شخصيّة الطفل، فقد لاحظنا مؤخّرا نفور المتعلّمين من الدّراسة، و تفاقم حالات التّأخر الدّراسي و صعوبة التّعلم و كذلك طيف التّوحد...... ولتفادي او لنقل التّقليل من هذه السّلبيات يجب الحرص على تنظيم حملات توعويّة خاصة في المدارس، التشجيع على مد جسور التّواصل بين الأستاذ و الولي، توجيه الحالات الّتي تعاني من هذه المشاكل الى مصلحة الطّب النفسي المدرسي، فتح فضاءات و نوادي لتسلية الطّفل و اكتشاف مواهبه و تشجيعه على المضي قدما، و كذا تنظيم رحلات مدرسية فالطّبيعة هدوء و سكينة للنّفس البشرية و الأهم من هذا و ذاك هو أن الاطفال هم نعمة من الله عز وجل سنحاسب عليهم على المجتمع أن يكون واعيا و يجيد التّعامل مع هذه الفئة الحسّاسة فصغار اليوم هم جيل المستقبل و الحرص على تكوين نشء صالح مسؤولية الجميع، فالوالدين عليهما بالدّرجة الأولى غرس القيم النّبيلة في أبنائهم و تربيّتهم على مكارم الخُلق، و المعلم في المدرسة عليه أن يكون خير قدوة لتلاميذه، ... كلّ شخص قد يترك أثرا طيّبا و هكذا أكيد سنعدّ جيلا طيّب الأعراق، ينبذ العنف و التّنمر متفتّح على الحضارة، و نقضي مستقبلا على الآفات الإجتماعية التي استفحلت و هزّت أركان البلاد... و لا ننسى الدّور الفعّال الذي تلعبه المدارس القرآنية فتوجيه الطّفل لهذه المدارس يقيه من براثين الشارع و يجعل قلبه يزهر بذكر الله.
الكاتبة حجاج أول عويشة..... الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق