«المرأة العربية المعاصرة.»
"الفت انتباهي في الآونة الآخيرة شيء غريب و هو تغيّر المرأة العربيةو تلوثها بالنموذج الغربي نتيجة الفهم الخاطئ للحرية و التقليد الأعمى للغرب ،و الذي ترتب عنه تلوث فكري خطير نتج بذلك العديد من المشاكل أغلبها مشاكل أسرية و نفسية يميزها شتات و التي تنتهي بعد ذلك بالانحطاط في آخر المطاف . و لعل الدافع الأول و الرئيسي لتّقليد الأعمى هو نفي الاختلاف بينها و بين الرجل و السعي وراء تحقيق المساواة في الحقوق و الوجبات .
و حول هذه المشكلة التي تخترق حرمة المجتمعات العربية الإسلامية ،قررت البحث في أسبابها أولا و كيفية التعافي منها ثانيا .
و من هنا أبسط أرضية تساؤلاتي فيما يأتي:
_ماهي نظرة المرأة العربية للمرأة الأجنبية ؟ و كيف أصبحت هشة فكريا ؟
_ما هي أهم الأسباب المؤدية إلى هذا الانحراف الحاصل و كيفية الوقاية و التشافي منه ؟
تنظر المرأة العربية إلى الأجنبية بأنَّ حياتها سعيدة خالية من الأحزان ،متمتعة بكافة حقوقها دون الاهتمام بأي شخص كان ، و الذي صوّر لها هذا الوهم هو الاعلام ،على سبيل المثال في الاشهارات أو الدراما أثناء التصوير يدقق المصور في الماديات من أجل ايصال رسالة للعالم مفادها أنَّ العالم مادة و الدليل على ذلك تجده يركز على (السيارات الفاخرة و الهواتف ذو جودة عالية ،كذلك على المظهر الشخصي كملابس فاضحة شبه عارية ،حلي و عطور و الذي ينطوي كلّه تحت ما يسمى الموضة...).
فعندما تقارن نفسها بما رأت تحتقر ذاتها و أول سلوك يراود فكرها هو البحث عن السعادة و الرفاهية بنفس المعايير الموجودة في المواقع ،فيصبح كلّ همّها الحصول على المال لا يهم المصدر حلال كان أو حرام فتباح لنفسها جميع الأمور بقصد تحقيق أهدافها فتسلط كل إهتمامها على المال فقط فتُركب معادلة خاطئة في ذهنها و هي (أنّ لا حياة بدون سعادة).حتى و إن ابتليت بضرر أو مصيبة لا تسعى لحلول منطقية لعلاجها أولا ثم السعي إلى العلاج لا ،بل تطلّع على رصيدها أولا اذ كان فيه مال يتهيأ لها أنها تخلصت منها و أن للمشكلة حلول و إن لم يوجد مال فتصبح نظرتها لها تزداد فترهق نفسها بدون سابق إنذار.
و تصبح بعد ذلك هشة فكريا نتيجة غياب الوعي فتصبح أينّما رأت القافلة تسير تسير ورائها دون أن تدرك وجهتها إلى أين.وكلّ هذا نتيجة التتبع دون تفكير ما يندرج عنه نكران الأصل و الذي يبتدأ شيئا فشيئا حتى تبلغ مرادها. على سبيل المثال: تبدأ بتغيير مبادئها أذكر نحو ذلك اقامة علاقات غير شرعية و تبرهن ذلك ببراهين ضعيفة و التي يغطّى أغلبها بغطاء الأخوة و الصداقة الخاطئة، الانزياح عن الدين الاسلامي نحو ذلك بالتبرج و المبالغة في التزّين إلى أن تغيب ملامح عروبيتها و إسلامها نحو ذلك (لبسها لباس غريب من حيث الألوان و التصميم تحت ما يعرف "بالموضة"...) وبعظ هذا تحصر أفعالها في زاوية واحدة و هي الحرية "أنا حرة "أو تحت شعار سخيف "سأعيش مرة لا مرتين" أو تحت قول مخيف "سأبيتُ في قبري وحدي." ظنًا أن ليلة القبر شبيهة بليالي الدنيا .
ربّما أهم الأسباب المؤدية إلى هذا الإنحراف الحاصل في بيئتنا اليوم أستشفها فيما يلي:
-النّظر إلى البيئة العربية الإسلامية أنَّها بيئة معقدة مقيدة خالية تمامًا من الحرية .
_الركض وراء شهوات الدنيا و الغوص و الغرق فيها بدافع التقدم الحضاري و هذا ما نراه اليوم .
مثال : يظهر تطبيق جديد على قائمة متجرGoogle play ،يذهب الجميع لتنزيله على الهاتف النقال فيصبح ذلك التطبيق متداول و حديث الساعة داخل المجتمعات فيصبح بمثابة معيار لقياس التقدم (أنتِ حمّلتِ التطبيق الفلان؟ ،مشاء الله أنتِ مواكب لكل ما هو جديد ./أنتِ لم تحمّلي التطبيق ؟ باللّه عليكِ بأي زمن أنتِ...)
_تدريب الفكر على أفكار لا أقول سلبية بنسبة مئة بالمئة و لكن كثرة المبالغة فيها تولد سلبيات مع مرور الأيام .
_الحرية المطلقة التي تخلق في النفس كثرة التراخي و تقلل من اتّزانها، فتصبح بذلك متساوية مع الرجل في كل المهامات ترى نفسها حرة ولكنَّ المجتمع ينظر لها نظرة حائرة و يتسائل أين حيائها؟
_التقليد الأعمى لبعض المبادئ التي نهى عنها دين الاسلامي ،أذكر منها :
اقامة حفلات شبيهة بحفلات الأجانب من ناحية الإختلاط و اللباس الغير محتشم و طريقة التقديم أو ما يعرف عنها "الإتيكات" ، و كذلك بعض السلوكيات كالوشم و التدخين و تغيير طريقة لبس الحجاب و لف الخمار...
لا بد كثرة الأسباب تدفع إلى البحث عن حلول و عادة الإنسان العاقل مهما أخطأ يدرك أخطائه في لحظة من اللحظات و يبدأ في تدريب نفسه و تهذيبها من جديد ، و لصقل نفسكِ من جديد عليكِ بـ:
_ تدارك الأخطاء ثم الاجتهاد في تصحيحها مهلا على مهل.
_عليك معرفة الدين الاسلامي أنَّه ليس دين عسر و ليس بنقمة كما تعتقدين و أنّ ما إلتقطته لكِ الإعلام الغربي هو بمثابة جذب و إغراء.
_لا الحياة العربية و لا الغربية مكتفية بالسعادة فحسب ،عليكِ أن تعلمي أنَّ العالم ككل مليء بالمتناقضات و ليست بئتكِ فقط.
صفوة القول :
يعد التقليد الأعمى و الفهم الخاطئ للحرية من أخطر الظواهر المنتشرة اليوم في محيطنا الإسلامي و على هذا الأساس أردت أن أوجه كلامي للمرأة العربية المسلمة و أختم كلامي بما يلي:
_ أردتُ أن أذكركِ أنَّك أنتِ الأفضل . فلا تميلي مع الذين كلما هب الريح مالوا يمينًا و شمالًا فارحين بميلهم .
_كوني قوية أنتِ جوهرة الإسلام و فخر العالم .
_كوني كالشجرة فروعها كثيرة لكن أصلها ثابت لا يتغير .
_لا تصدقي ما يصدر من آلة التصوير ،فكم من صورة التقطناها و لا أحد يعلم ما فينا إلا الله.
_حافظي على رصانة عقلك و جزالة لفظك بمبادئك السامية و لا يغرّنك من يدّعون التقدم و الفخامة.
تعليقات
إرسال تعليق