أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصة قصيرة🌟صهيل أنثى🌟 بقلم الكاتبة الجزائرية لندة مرابطين

قصة قصيرة
🌟صهيل أنثى🌟

على رصيف الحياة... ها هي تستيقظ بهِمّة، لتكتب مجدًا يُخلَّد في الذاكرة، ترسم دربًا يليق بها وتخطو بثبات.. تحمل في جوفها الكثير من الأمل، تفتح كتابًا، تتأمل صفحاته وكأنها تقرأ فصولًا من قدرها، ثم ترفع عينيها نحو السماء... وتُقلِع الطائرة وتُحلّق معها كطيرٍ حر.

هي في سباقٍ زمني لا تعرف الخوف، تُغلّف قلبها بالإيمان، جادة، صارمة، مستعدّة للموت في كل لحظة، اختيرت لمهمةٍ شرفية، مرهونة بكرامتها وعزتها، لبّت النداء دون تردد وجهّزت نفسها لتحقيق الغاية، ودّعت وطنها الحبيب وعائلتها وهي تدرك أنها قد لا تراهم مجددًا.

منذ التحاقها بصفوف الجيش، انقلبت حياتها رأسًا على عقب، وتقلّدت رتبةً عسكرية تخوّلها لمجابهة الخارجين عن القانون والمجرمين...
اسمها فرح، لكنها رسبت في الحب، ودفنت مشاعرها بيديها، لتبقى فقط دقات قلبها تنبض بعشق الوطن، وتنتظر بقعة ضوء... تشعل أحلامها من جديد.

تسرح بخيالها نحو الجبال والتلال، حيث لا تزال الأرض شاهدة على بطولات شعبها.
هناك... وُلد الأحرار، وقفوا كشوكةٍ في حلق العدو، وإلى جانب الرجال... مشت النساء حتى الموت.
يتردّد في ذاكرتها... وقع الحوافر كنداء قديم، تشهد المعارك التي حرّرت الأرض وأرعبت الغاصب.
تُراودها مشاهد المجازر، رؤوس الشرفاء المقطوعة، والنفي القسري الذي طارد أجدادها.

تنتفض فرح، وتُقسم... ألا تهدأ حتى تُعيد رفات العظماء إلى أرضهم، وتُخلّد أسماءهم في دفاتر التاريخ.
تصل إلى المكان... كل شيء في هذه البلاد الموحشة يبدو غريبًا، الشوارع نكرة، والرائحة... لا تشبه عبق وردتها البيضاء، الحمراء، والخضراء.
بثقة، تخطو نحو الهدف، تُقدّم تحية إجلال تليق بمن سكنوا مجد الثورة، وكأن حرارة الكفاح ما زالت عالقة في عظامهم.
بعد إجراءاتٍ طويلة، استلمت الأمانة، ووراءها انمحت آثار الدخلاء. 

عادت أدراجها، لتطأ أخيرًا تراب الوطن.
خرّت ساجدة، تحمد الله، وتهمس:
- الآن فقط… اكتملت مهمتي.
احتفى الجميع... بزفّة عرائس الجنة، على تراتيل النشيد الوطني.
فرح... أنصفها القدر، ارتسم على وجهها شعاعٌ من نور، وعلّقت نصرها كقلادةٍ ذهبية على صدر الوطن.
ابتسمت وهي تقول:
-أنتم بأمان هنا... الليلة... ستخلدون للنوم، في حضن الوطن الأم.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار…
تحيا الجزائر.

🪶بقلمي: لندة مرابطين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب محاربة الفيبروميالجيا

محاربة الفيبروميالجيا.pdf الكاتبة خولة بوزياني المدققة اللغوية: بشرى دلهوم إعداد وإشراف : بشرى دلهوم الناشرة مجلة إيلزا الأدبية للإناث الطبعة الأولى: 2024

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...