أزهري أينما حللتِ
التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تغريدة النمرود بقلم الكاتبه الصَّحفيه/ د. دعاء محمود مصر دعاء قلب

تغريدة نمرود

جالسٌ على مقعدِه الجلديِّ، أمامَ مكتبِه الفخمِ؛ ، هذا يخدمُ، ذاك يُثني،وهذا يُصوّر؛ لقطاتُ العدساتِ، أنوارُ الإضاءاتِ؛ خُيِّلَ له أنَّه المُطاعُ الوحيدُ. 
 افعلْ، لا تفعلْ، كنْ، اذهبْ،
كلّها إشاراتٌ بطرفِ الأصابعِ؛ عظمةٌ وغرورٌ، تعالٍ ليس في محلِه.
 خُيَلاءُ المنصبِ غرَّرت به ألقت بعقلِه في جبِّ الغرورِ.

 يَنزلُ من سيّارةٍ فارهةٍ؛ يُعطي الفقراءَ المتراصّينَ في الشَّارعِ ما جادَ به من مالٍ؛ صورةٌ يلتقطُها بهاتفِه، يوثّقُ اللَّحظةَ ينشرُها بغرورٍ.

 يَتعالى بعلمِه، يظنُّ نفسَه أعلمَ العارفين؛ يجودُ بمعلومةٍ من طرفِ أنفِه يُشعرُ من أمامِه بالحقارةِ؛ يتكلّمُ بكلِّ غرور. 

هذا صاحبُ جاهٍ، ذاكَ معه المالُ، وهذا بشرٌ عاديٌّ يرى النَّاسَ نملًا يسير.

 غرورٌ وكبرٌ؛ آفاتٌ قلبيّةٌ ليس لها محلٌّ من الإعرابِ، ولا توجدُ إلّا في بني الإنسانِ.

 سوادُ القلبِ، ضيقُ الأفقِ، وضجرُ النَّفسِ، كلّها أعراضٌ مصاحبةٌ للكبرِ، والغرورِ.

 نظرةٌ دونيةٌ لكلِّ فردٍ دونَ مبرّر. مشاحناتٌ، مهاتراتٌ؛ في دنيا عجائبِ الإنسانِ.
 هذا يُذلُّ آخرَ، وآخرُ يتسلَّطُ على ثالثٍ، تسيرُ الدُّنيا في دائرةٍ الآفاتِ النَّفسيةِ الَّتي ليسَ لها نهايةً.

 الكبرُ آفةٌ قلبيةٌ تَجني ثمارَها في الدَّنيا قبلَ الآخرةِ.

 تعلَّم أن تتواضعَ، تَرفَّع عن سيئاتِ نفسِك، مارس تمارينَ ضبطِ النَّفسِ، ردّد في نفسِك : يا نفسُ لا تتكبّري فآخرُك طعامٌ لدودِ الأرضِ، انظر إلى نفسِك؛ أنتَ ذرةٌ في كونٍ وأفلاكٍ، حقِّر ذاتَك تِجاه خالقِها، تذلَّل لله؛ وارفع قدرَ المحيطين؛ تجدُ علاجَ الغرورِ.
 طاعاتٌ تقضي فيها ساعاتٍ؛ تسبيحٌ، قيامٌ، وصيامٌ؛ يقضي على نفسٍ قد ملأَها الغرورُ.

 الكاتبه الصَّحفيه/ د. دعاء محمود مصر
 دعاء قلب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب محاربة الفيبروميالجيا

محاربة الفيبروميالجيا.pdf الكاتبة خولة بوزياني المدققة اللغوية: بشرى دلهوم إعداد وإشراف : بشرى دلهوم الناشرة مجلة إيلزا الأدبية للإناث الطبعة الأولى: 2024

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...