التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فوبيا بقلم الكاتبة المصرية دعاء محمود محمد

فوبيا
حينَ تتحوّلُ كلّ المشاعر إلى فوبيا؛ تصبحُ الحياة نوعًا من الموتِ البطيء، فوبيا تسيطرُ على حياتي؛ يتسلّلُ الموتُ إلى أعماقِ قلبي في زحفٍ ثعبانيٍّ ناعمٍ رقيقٍ.
حياةٌ أقسى ما فيها شعورٌ بالخوفِ؛ جعل حياتي كتلةً من الصّلابةِ؛ جمودٌ في جمود.
تقدّم بي العمر وأنا أخافُ الحبّ ولوعته، أخافُ الاشتياقَ، والحنين.
 أخافُ أن يتركني؛ فما تقدّمت خطوةً نحو مَن بادر بخُطوة، أبتعدُ أمتارًا، أفرُّ فرار الحمل من اللَّيث الجسور.
باتَ قلبي في جليدِ المشاعرِ - فوبيا- تسيطرُ عليه تغلّفهُ؛ لا يستطيع الفكاك منها حتّى؛ يحيا كما تطيبُ له الحياة.
فوبيا جعلت تعاملي مع البشرِ - حَذِرًا - لدرجةِ الشَّك المميت فالكلّ بات في نظري؛ ذئبًا يخطّط ليستفيد.
فوبيا الخسارة جعلت من المجازفةِ بالمالِ، أو التّجارة شيئًا مستحيلا.
ثباتٌ بمستوى متدنٍ من المعيشةِ، الرّضا بالقليلِ لم يكن يومًا عندي عبادة ؛ بل صار خضوعًا واستسلامًا لفوبيا نفسيّة لا أجدُ لها علاجا.
فوبيا التَّعامل مع البشرِ حظرت عليَّ الخروج، والتَّنزه.
فوبيا لعينة جعلت منّي وردة ذابلة هشّة، من حاول لمسها فتّتها. 
فوبيا سَرقت منّي الحياة، الحبّ، والعمل.
فوبيا حَوّلتني جُثةً على قيدِ الحياةِ؛ اسمٌ في بطاقةٍ، وصفةٌ ليس لها فائدة؛ تعيشُ كالأنعامِ؛ بل أضل.
في وقفةٍ مع النّفسِ نسمات الحياة هبّت تُنعشُني، راقَ لي أن أعيش، فهل من مغيثٍ؟!.

الكاتبة الصحفية/ د. دعاء محمود 
مصر 
دعاءقلب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتب محمد بالحياني مع مجلة إيلزا الأدبية للإناث

حوار مع الكاتب والأستاذ محمد بالحياني المقدمة: هناك كُتّاب لا يكتبون لمجرد الكتابة، بل يحاولون أن يتركوا أثرًا، أن يحركوا شيئًا في القارئ، أن يجعلوا الكلمات مرآة تعكس واقعًا أو خيالًا يحمل بصماتهم الخاصة. محمد بالحياني، أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يكون الحرف سلاحهم، والرؤية عماد نصوصهم. في هذا الحوار، نقترب من تجربته، نغوص في أفكاره، ونكشف أسرار رحلته الأدبية. المعلومات الشخصية: الاسم: محمد بالحياني السن:27سنة البلد:الجزائر- البيض الموهبة:كاتب الحوار: س/ مرحبا بك محمد تشرفنا باستضافتك معنا اليوم بداية كيف تعرف نفسك لجمهورك ومن يتابعك دون ذكر اسمك؟  ج/في الغالب أكون متحدث سيئ عن نفسي، لكن يمكنني أن أختصر بالفعل وأقول محمد عبد الكريم بلحياني ، من ولاية البيض بالضبط بلدية المحرة ، عاشق للكتابة ورائحة الكتب ، اعمل اداري للصحة العمومية ،  انسان مهووس بتفاصيل التفاصيل ، عاشق للكتابة وما يحيط بها من حالات متناغمة من الوحدة، الجمال، والتناسق مع الطبيعة ، كان اول مؤلف لي بعنوان الخامسة صباحًا الذي شاركت به في المعرض الدولي للكتاب سيلا 23  وثاني عمل كان رواية بعنوان بروخيريا التي ش...

( الشيروبيم) بقلم الكاتبة مروة صالح السورية

( الشيروبيم) مقدمة: في مكانٍ ما على سطح وجهها النقي ارتفعت الأمواج وأغرقت جُزراً بنية تحدّها شطآن وردية هذه الجزر التي لا نبحر إليها بل تبحر بنا إلى عالم لا يعرف الحروب ولا الجراح يقال إن الملائكة لا تُرى لكن هنا... ترسل السماء نوراً يجعل الزمن يحني رأسه إجلالاً لهذه اللحظة الخالدة التي سنشاهد فيها الشيروبيم يتجلى على هيئة ابتسامة تطوي المسافة بين الغرق والنجاة وتحيي الأمل في قلب كل من يؤمن بالأساطير وبأن حياةً جديدة قد تولد بعد الغرق النص: حين تبتسم تعلو أمواج خديها فتُغرق جُزر عينيها البنيتين وتُحلّق الفلامينغو من شطآن جفنيها الورديتين تلك الجزر وشطآنها التي تنقذني كلما واجهت تيارات بحر الحياة فأمكث بها لاكتشاف أساطير حبٍ جديدة حين تبتسم وفي منتصف شفتها العلوية يبسط طائر النورس جناحيه فتتوازن خطواتي وتتلاشى انكساراتي حين تضحك تدندن ضحكاتها على أوتار عمري فتصدر سمفونية سلام تنهي حروبًا وتشفي جراحًا لا علاقة لها بها حين تضحك تنكشف ثماني لآلئ بيضاء تنثر النور في ظلمات أيامي ويولد الفجر من جديد إنها ليست مجرد حركة شفاه... إنها لحظة خلود تتوقف عندها كل الأزمنة ومن رحم هذا السكون تُولد أع...

ركلة جزاء.pdf

 عنوان الكتاب : ركلة جزاء  مجموعة مؤلفين  إشراف وتدقيق : بشرى دلهوم تصميم وتنسيق : بشرى دلهوم  الناشرة :مجلة إيلزا الأدبية للإناث سنة النشر : 21جانفي 2025 لتحميل الملف اضغط هنا  ركلة جزاء.pdf